لا خير في بلد لا ثقافة له.. الثقافة المتنوعة المتمثلة في مسرح، تلفزيون، سينما، كتب، روايات وحفلات.. لا ننادي بفتح الباب على مصراعيه دون ضوابط تحكمه من عادات ومبادئ ودين لكن حرية معقولة ومطلوبة للتقدم والتطور..
نحن نعاني من قص وبتر وحبس وقيود غير معقولة في زمن انفتح العالم بعضه على بعض أو كما قيل بات قرية صغيرة بكل تكنولوجيا المعلومات وبكل القنوات الفضائية وبكل طرق التواصل الاجتماعي..
في ستينيات القرن الماضي انفتحت الكويت وباتت من دول العالم العربي والإسلامي قبل الدولي منارة للعلم والسعي للأفضل في جميع أنواع الفنون، وما زال المسرح يدل على ذلك في ذاكرته، ومازال أرشيف الإعلام دليلا آخر، وما زال حديث الغير عن هذا الوطن الصغير خير مثال.. لم تكن هناك عقول تريد أن تفرض ثقافتها على مجتمع يشير له الآخرون بالبنان.. نحن لا نطلب انحلالا، لكن نريد حرية مقيدة يفرضها صاحبها لا غيره..
كل مجتمع يتطور للأفضل لا للأسوأ.. يجاري زمانه لا يظل في ماض تحكمه مبادئ ثابتة لا عقول وثقافات البعض.
أين هي نصوص محبوسة في أدراج؟ ماذا حدث لروايات ممنوعة دون منطقية عقل؟ ماذا نقول عن قضايا رفعت على كاتب أو فنان فقط لأنه خالف رأي ووجهة نظر مقاضيه؟ أمور تضر لا تفيد.. كيف نرفع مستوى الأدب والفن اذا وضعت عراقيل قاسية في دربه ! كيف نتطور أو حتى نعود لما كنا عليه؟
في عام 1958 تقريبا تعرضت كاتبة لبنانية لقسوة المنع والبتر لروايتها جعلتها في عزوف ليومنا هذا وخسرها الأدب اللبناني.. كان ذاك منذ ما يزيد عن 55 عاما أكثر من نصف قرن من المؤكد أن المجتمع اللبناني اليوم يقف ساخرا ومعترضا مما حدث لها ومن المؤكد أن مفاهيمه تغيرت وما كان غير منطقي في ذاك الوقت بات مرفوضا اليوم.
نحن على النقيض في عام 2017 يصبح الممنوع لأتفه سبب تحت بند اللا أخلاقيات في زمن بضغطة زر يدخل حتى الصغير لعالم واسع من الثقافات والصور في زمن ما زلنا نتمتع فيه بالأفلام العربية ذات اللون الأبيض والأسود والتي تربينا عليها دون قيود، وما زالت أجيال أخرى تشاهدها دون قطع وقص ومنع.
من المحزن أن تهاجر نصوص مسرحية وتلفزيونية وروائية لدول أخرى.. نصوص تشير لها تلك الدول الحاضنة بالاعتزاز والفخر.. من المؤلم ألا يشعر الوطن بقيمة ما يقدم فيه.
هناك حرب واضحة لهدف خفي.. من ينصف ومن يعي ومن يزيح تلك الغمامة عن ثقافتنا وكتابنا وصحفنا ومسرحنا ونصوص تلفزيوننا؟ إن لم تكن أنت سيادة وزير الإعلام.
[email protected]