كل جميلة ومهما بلغ جمالها مع مرور الزمن يذبل الجمال وتختفي ملامحه بشكل تدريجي وتنصرف عنها انظار المعجبين إلا القاهرة، فكلما تقدمت في العمر ازدادت جمالا وزاد تعلق عشاقها بتفاصيلها أكثر.
ساحرة وسحرها حلال لا يبحث محبوها عن العلاج من هذا السحر.
تحفظ الود لدرجة أن شوارعها تحدثك عن الذكريات بطريقتها الخاصة.
لا تحتاج إلى رفيق عندما تسافر إليها فكل من فيها صديق.
تستقبلك بالابتسامة منذ وصولك إلى المطار إلى لحظات توديعها.
تخلق من كل أزمة نكتة لتبتسم انت، وإن كانت هي تعاني.
نهارك فيها ابيض كبياض قلوب أهلها، تختصم مع احدهم في المساء وتجده في الصباح يقول لك «انت فين يا عمي؟»، وكأنه لم يكن على خلاف معك بالأمس.
تختلف معهم ولكنهم لا يعرفون الحقد.
كلما عرفتهم أكثر أحببتهم اكثر، لا تنفع معهم قاعدة الحب من أول نظرة.
في القاهرة لا تحتاج الى تخطيط او برنامج اين تذهب او ماذا تفعل فقط كن هناك وهذا يكفي.
نيلها عالم اخر وقصص لا تنتهي اكتشفت علاقة حب بينه وبين أم كلثوم فصوتها في مراكبه يختلف عن صوتها في أي مكان آخر.
حارات الحسين الضيقة وتزاحم المارة فيها هو الازدحام الوحيد الذي تدخل إليه مبتسما وتخرج منه مبتسما.
أحفظ الوجوه منذ سنوات، فالطفل الذي كان يعتلي طاولة قهوة الفيشاوي ليغني من الصعب أن يعتليها الآن حتى لا يكسرها بعد أن أصبح رجلا، والطفلة التي تبيع المكسرات كبرت وتغيرت ملامحها وربما زادت همومها إلا أنها لم تتخل عن طريقتها في الدعابة مع الجميع.
القاهرة حبيبة العرب لا تنام، فهي تسهر على سعادتهم ولا تتخلى عنهم مهما كانت الظروف.
نختلف حولها في كل شيء إلا أننا نتفق جميعا أنها الأولى في كل شي.
نصف رغيف أو علبة كشري في احد شوارعها تعادل مطاعم الخمس نجوم في سواها.
التاكسي القديم بعفوية وبساطة «الأسطى» اكثر متعة من سيارات فارهه كثيرة.
الجلوس على الرصيف مع البواب «عم إبراهيم» وهو يسرد ما استمع إليه في إذاعة مونت كارلو أفضل بكثير من الجلوس إلى أصحاب البدل والماركات.
كل ذلك لا يعرفه إلا من يعرف القاهرة على حقيقتها.
ومن يشتاق إليها وهو في المطار عائدا منها[email protected]