تعتبر وزارة الإعلام احدى الوزارات التي تأتي دائما تحت المجهر النيابي والشعبي، والكثير من الوزراء الذين تعاقبوا على الوزارة كانوا عرضة للمساءلة السياسية، ومنهم من تردد في كثير من القرارات التي كانت فرصة لخدمة الكويت خوفا من صعود المنصة بل ان البعض قام بإلغاء بعض القرارات السابقة نتيجة للحرج ولسبب انها قد تجعله عرضة للهجوم النيابي.
ولعل مشكلة الوزارة المستمرة هي ثبات سياسة «طمام المرحوم» وهو ما جعل الإعلام الكويتي في مراكز متراجعة بعد ان كان في مقدمة اعلام المنطقة على مختلف المستويات. وهي السياسة التي أدت الى هجرة كثير من العناصر المؤهلة والمميزة وتفوق وسائل إعلامية على ايدي هذه العناصر.
الوزير محمد الجبري يتسلم الوزارة وأمامه الكثير من المهام التي يجب ان يتعامل معها بعيدا عن سياسة التأجيل والتسويف ولديه تجربة في البلدية تدعم تطلعات المهتمين بوزارة الإعلام.
فهل يفعلها الجبري ويعود بالإعلام الكويتي الى مكانته الطبيعية في ظل ما نمتلكه من مساحة حرية تميزنا عن الآخرين وفي مقدمة ذلك العودة الى فكرة انشاء قناة اخبارية متخصصة مستقلة كما هو الحال في عدد من دول الخليج.. كذلك العمل على اعادة الكوادر الكويتية التي هجرت الإعلام بسبب خلافات شخصية وبسبب وقوع الظلم على بعضهم وإحباط البعض الآخر.
لا أحد يمكن ان يعين الوزير الجبري على ذلك اكثر من ابناء الوزارة نفسها لذلك عليه الاستماع اليهم وسيجد لديهم الكثير من المشاكل والحلول فلكل قطاع همومه وقضاياه التي تحتاج الى نسف بعض القرارات وإعفاء بعض القياديين وتحديدا قيادات «البرستيج» و«القروبات» على حساب الآخرين لدرجة ان البعض من الموظفين اصبح يصنف انه «تبع» فلان وبالتالي لا يخشى العقوبة ولا يحتاج الى جهد ليحصل على المكافأة.
وحتى يكون للجبري بصماته في الإعلام يجب ان يستمع للجميع وليس للبعض وذلك من خلال تشكيل لجنة تبدأ بحصر مشاكل واحتياجات كل قطاع على حدة وفور الانتهاء من ذلك يلتقي الوزير بجميع موظفي كل قطاع في جلسة تفكير بصوت مرتفع لحل هذه المشاكل وهنا اضع خطوطا حمراء تحت كلمة جميع موظفي حتى تصل الحقيقة الى الوزير دون وسيط.. فهل يغادر الجبري وزارة الإعلام كما غادرها غيره أم يضع بصماته؟ تساؤل اجابته تحتاج الى وقت والأيام كفيلة بذلك.
تمنياتنا له بالتوفيق وللإعلام الكويتي بالعودة الى مكانته الطبيعية... هذا ودمتم.
[email protected]