تكررت حوادث ضرب الطلبة الأطفال في المدارس وتكررت حوادث الوفيات بسبب الضرب المبرح من بعض المدرسين والمدرسات فما الحل؟ لماذا لا تتخذ وزارة التربية إجراءات قانونية صارمة وقرارات رادعة لمن يقوم بالضرب حتى لا تتكرر، فالتهاون في هذه القضايا يجعلها مستمرة كالمسلسل الذي لا تكون له نهاية.
لقد قامت وزارة التربية بمنع الضرب في المدارس منذ سنوات ولكن لم يتوقف أعضاء الهيئة التدريسية عن ذلك، هل السبب لأنهم من بيئات مختلفة عن بيئة الكويت وقد تعودوا على ذلك في بلادهم؟ أم أنهم حتى وإن كانوا من نفس البيئة يستعرضون عضلاتهم على أبنائنا الطلبة؟ أم أنهم مصابون بأمراض نفسية تجعلهم يستخدمون الضرب كوسيلة لإشباع غرائزهم؟
إن الرقابة على المدرسين والمدرسات ضرورية ولا بد من إجراء اختبارات لهم لتأهيلهم واختبار حالتهم النفسية قبل البدء بالعمل بالتدريس وليفهم كل مدرس ومدرسة أن الغرض من التدريس هو التعليم والقدوة الحسنة وليس التعذيب وإشباع الرغبات الدفينة في العقل الباطن لهم.
هل يقبل أي فرد من أفراد الهيئة التدريسية أن يضرب ابنه ويتعرض للمهانة أمام زملائه؟ وهل يقبل وزير التربية ذلك على أبنائه؟
لابد من وقفة جادة لإيقاف هذه المهازل التي أصبحت متكررة في مدارسنا ولم نكن نسمع عن مثيلها سابقا عندما كنا طلبة بالمدارس. إن المعلم أو المعلمة يجب أن يكونوا القدوة الصالحة للطلبة فقد تكرر ضرب الطلبة من البعض واستخدام الألفاظ البذيئة أحيانا من البعض الآخر والتي لا يجوز لأي مربّ فاضل أن يتلفظ بها ونسمعها من أبنائنا بعد عودتهم من المدارس.
ولا بد من تفعيل قانون حماية الطفل كاملا ومعاقبة من يقوم بضرب أي طفل في المدارس عقابا شديدا. إن العنف والضرب مرفوض في جميع المجتمعات ولا بد من تأهيل الكادر التعليمي وتطوير مهاراته التربوية للحد من ظاهرة الضرب للطلبة واستحداث بند تجريم العنف بكافة أشكاله في الحرم المدرسي ووجود رقابة مركزية تشرف على سير العملية التربوية بعيدا عن العنف، وكذلك لابد من حسن اختيار مديري المدارس كجهة رقابية مباشرة لمنع حدوث ذلك في المدارس لأننا عندما نودع فلذات أكبادنا في المدارس فإننا نعتقد أنهم في بيتهم الثاني مع الكادر التعليمي ولم نتوقع أن يقوم أحد بضربهم وتعذيبهم وعدم الاهتمام بهم، فالضرب يؤذي أبناءنا نفسيا وجسديا وعقليا وهو أحد الممارسات الوحشية البعيدة عن الإنسانية.
وأتمنى من وزير التربية اتخاذ إجراء صارم لمنع تكرار الضرب والإهانة لأبنائنا في المدارس.