ظهرت النائب صفاء الهاشم في وسائل التواصل الاجتماعي وحديثها عن الوافدين وعن الرسوم التي يجب أن تفرض عليهم وعن ضرورة تخفيض عددهم بالكويت، وتكررت هذه الأحاديث منها بشأن الوافدين، ولكن هل نوافق على ما ذكرته؟ إن الله سبحانه وتعالى خلق المخلوقات ورزقها من فيض خيره، وكتب الرزق لكل عباده وقسمه بينهم، فقد قال تعالى في كتابه الكريم: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون، ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون، إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين) الذاريات:56-58.
وقال تعالى: (هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور) الملك:15، وقال تعالى: (وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين) هود:6.
فالرازق لجميع العباد هو الله عز وجل وما على الإنسان إلا أن يسعى في طلب الرزق فإن كان رزقه في بلده فسيأخذه وإن كان رزقه في الكويت أو في أي دولة أخرى فسيأخذه أيضا بإذن الله، ويجب ألا يتدخل أحد من البشر في قضية الرزق لأنه بيد الله وحده.
إن حقوق الإنسان هي المبادئ الأخلاقية أو المعايير الاجتماعية للسلوك البشري وهي متأصلة ومستحقة لكل البشر ولا يجوز المسّ بها مهما كانت جنسيتهم أو مكان إقامتهم أو نوع جنسهم أو أصلهم أو دينهم أو لغتهم ولا بد أن يحظى كل إنسان بحقوقه كاملة وبدون تمييز ما لم تكن عليه أحكام قضائية أو ارتكاب جرائم.
وقد تعودنا منذ سنين طويلة أن الوافدين يعيشون بيننا وهذه سنّة الحياة، إذ انه لا توجد دولة في العالم تكتفي بوجود مواطنيها فيها فقط فهناك من يسافر لدولة أخرى للعمل وهناك من يذهب للدراسة أو العلاج وكذلك فإن الكثيرين تزوجوا من غير المواطنين وتوجد بينهم صلة القرابة.
فالعالم مهما كبر فإنه يعد صغيرا أمام الجميع فكلنا بشر ولم يفرق بيننا ديننا الإسلامي إلا بالتقوى والعمل الصالح.
إن كلمة الوافد لم نكن نسمعها سابقا بهذه الصورة لأن المقصودين في حديث النائب هم الذين يعتبرون مقيمين في البلاد بطريقة قانونية، وكل مقيم يعمل بجد وإخلاص بالكويت لابد من تكريمه بدلا من إهانته لأنه ساهم ويساهم في تطوير الكويت، وهذا لا يعني أن يكون الوافد في مكان الكويتي إن كان الكويتي متوافرا لأن الأقربين أولى بالمعروف، ولكن لابد من تكريم المقيم عند رحيله على جهوده وإسهاماته في الكويت ولا يجوز إهانته بعد السنوات الطويلة التي عمل فيها في بلده الثاني الكويت فكلنا بشر وحسابنا بيد الله الواحد الأحد ولا بد من الالتزام بالوفاء بحقوق الإنسان فجميع الناس يولدون أحرارا متساوين في الكرامة والحقوق.