ثار قلمي وتطايرت أوراقي وجفت محبرتي وانفطر قلبي حزنا وأسفا على الأحداث الدامية في غزة وجرائم الصهاينة الغادرة ضد المدنيين العزل والعجائز الركع والأطفال الرضع، ثار قلمي وتطايرت أوراقي وجفت محبرتي وحار عقلي من هذا الصمت العربي المخزي والتخاذل الإسلامي المزري في نصرة الشعب الفلسطيني البائس واكتفاء الأنظمة بدورها المعتادة الذي يشعرني بالغثيان والدوار وهو الشجب والتنديد.
«غزة تحت القصف» كلمات ثائرة وملتهبة تربعت على عروش الاعلام المرئي والمسموع والمقروء، ومما يدمي القلب ويندى له الجبين هو مباركة بعض الدول العربية لهذا القصف الوحشي الجائر والذي استهدف الشيوخ والنساء والأطفال وشاشات التلفاز ووسائل التواصل الاجتماعي خير شاهد على ذلك، ولإشكاليات سابقة وتصفية حسابات قديمة باتت بعض الأنظمة العربية تخلط الأوراق وتظهر الجلاد «إسرائيل» بأنه الضحية، والضحية «غزة» بأنها المعتدي، لا تريد هذه الأنظمة البائدة ان تسجل المقاومة الفلسطينية أي إنجاز ميداني على أرض المعركة.
ان ما يجري في فلسطين وغزة بالتحديد مفزع والبطش الإسرائيلي يحصد الأرواح والأنفس ويأكل الأخضر واليابس، والقصف الجوي يمطر أجواء غزة بوابل من القذائف تستهدف هدم المنازل والمباني على رؤوس سكانها دون سابق إنذار أو أخطار.
وصمود أهل غزة خارق أدهش العالم والساسة وقلب الموازين والحسابات، فبعد 7 سنين عجاف من الحصار والسجن لشعب غزة بالكامل وإغلاق المعابر وعزلها عن العالم في أبشع كارثة إنسانية في تاريخ البشرية بقصد القضاء على أحفاد من شردتهم إسرائيل في عام 1948 من يافا وعسقلان وبئر السبع وغيرها من المدن والقرى الفلسطينية والتي تحولت بعد الاحتلال إلى مستوطنات إسرائيلية، وأنجبت تلك السبع العجاف ثوارا أحرارا صامدين على خط النار صواريخهم تقصف عشرات الأهداف في العمق الإسرائيلي، وعلى الرغم من التعتيم الإعلامي الإسرائيلي إلا أن نيران وقذائف المقاومة الفلسطينية طالت أهدافا في حيفا وتل أبيب وسقط الكثير من الجرحى والقتلى في صفوف العدو ودب الرعب في قلوب المستوطنين وجنود العدو وصاروا يتباكون كالأطفال وكسرت القاعدة المعهودة بأن جيش إسرائيل لا يهزم، وصمود أهل غزة كسر أنوف أبناء القردة والخنازير، وبصدور عارية وفقر وجوع وحصار واجه صقور المقاومة آلة الحرب الاسرائيلية العاتية، وهذا الشعب الأبي المرابط تحت الحصار سيسطر انتصاراته بأحرف من ذهب في تاريخ الإنسانية، لله درك يا غزة.
نعم «غزة.. غزة رمز العزة».
ابتسام محمد العون
@ebtisam_aloun