جمال السويفان
بعد هدوء العاصفة الانتخابية التي اجتاحت البلاد خلال الشهرين الماضيين، بداية نهنئ جميع الاخوة الاعضاء الذين نالوا ثقة الشعب الكويتي، وشرف التمثيل السياسي لهذا البلد.
عزيزي القارئ ساضع بين يديك قراءة تحليلية في النتائج البرلمانية.
بعد التجربة الأولى للدوائر الخمس، لابد من وجود بعض السلبيات والايجابيات لكل تجربة او عمل سياسي يطبق على الساحة السياسية.
من الملاحظ في هذه الانتخابات عدم نجاح المرأة، وللمرة الثانية بعد اقرار حقوقها السياسية، ولكن الأمر الجديد هو تقدم المرأة وحصولها على المركز الحادي عشر في الدائرة الثالثة، المتمثلة في د.اسيل العوضي وارتفاع عدد اصواتها عن انتخابات مجلس 2006.
كذلك فقدان محافظة الجهراء في الدائرة الرابعة التمثيل البرلماني للمجلس، ومن المتوقع ان ترضي الحكومة هذه المحافظة بتوزير احد ابنائها في تشكيل الحكومة المقبلة.
ايضا من الملاحظ ان عدد الاصوات التي حصل عليها النائب جابر المحيلبي في الدائرة الخامسة والتي بلغت 15118 صوتا هو الاعلى في الانتخابات على مر التاريخ البرلماني، وكذلك في التجربة الأولى للدوائر الخمس في حين حصل على اقل الاصوات في الدائرة الثانية النائب محمد العبدالجادر وحصل على 3636 صوتا.
وهذا يدل على عدم المساواة والعدالة في التوزيع الجغرافي للدوائر الخمس، مما يلزم المجلس الحالي باعادة النظر في الدوائر الخمس الحالية، او المطالبة بجعل الكويت دائرة واحدة في المستقبل.
ايضا عزيزي القارئ من الملاحظ في هذه الانتخابات دخول 16 عضوا جديدا لقبة البرلمان، في حين حافظ 28 عضوا سابقا في مجلس 2006 المنحل على عضويتهم، وقد دخل البرلمان 6 أعضاء سابقين في مجالس نيابية مختلفة.
وتعتبر الدائرة الرابعة اكثر الدوائر في الوجوه الجديدة، واعضاؤها محصورون بين قبيلتي الرشايدة ومطير.
وقد نتج عن هذه الانتخابات تراجع بعض القوى السياسية ومنها الحركة الدستورية الاسلامية التي فازت بثلاثة مقاعد من اصل ستة مقاعد في المجلس السابق.
في الوقت نفسه حافظ اعضاء التحالف الوطني على مقاعدهم الثلاثة، وقد تفوق التجمع السلفي بخمسة مقاعد عن المجلس السابق، بالاضافة الى عدد المحسوبين على التجمع السلفي والذين بلغ عددهم اربعة اعضاء.
اما في نتائج الطائفة الشيعية فقد زاد عددهم عن المجلس السابق بعضو واحد واصبح عددهم خمسة اعضاء محصورين في الدائرة الأولى.
كما زاد عدد اعضاء قبيلة الرشايدة وحصلوا على اربعة مقاعد وكذلك قبيلة مطير حصلوا على ستة مقاعد في الدائرة الرابعة في حين خسرت قبيلة العوازم مقعدا برلمانيا عن المجلس السابق، حيث حصلوا على ستة مقاعد في المجلس الحالي.
وقد خسرت قبيلة العتبان مقعدين في المجلس الحالي، حيث مثلها نائب واحد هو د.فيصل المسلم عن الدائرة الثالثة في حين خسرت قبيلة شمر التمثيل النيابي لهذا المجلس.
وقد خسرت ايضا قبيلة عنزة مقعدا واحد، حيث كانت في المجلس السابق تتمثل بثلاثة مقاعد.
اما باقي القبائل والعوائل ففقدت التمثيل النيابي لعدم التنسيق فيما بينها.
وقد تبين من خلال هذه النتائج ان عدد الاعضاء القبليين بلغ 25 عضوا في حين بلغ عدد الاعضاء الاسلاميين بمن فيهم اعضاء الطائفة الشيعية 25 عضوا.
ايضا من الملاحظ في هذه الانتخابات زيادة عدد الاعضاء المحسوبين على الاسرة الاقتصادية فقد بلغوا 6 أعضاء في حين زاد عدد المحسوبين على الحركة الرياضية والمتمثلة في اربعة اعضاء.
في النهاية نقول هذه هي الديموقراطية ولعبة الانتخابات لها ما لها وعليها ما عليها فعلينا الآن توحيد الصفوف لمصلحة الوطن والمواطن.