جمال السويفان
بداية نهنئكم بحلول عيد الأضحى المبارك، ونسأل الله ان يتقبل طاعتكم وسعيكم، وحجا مبرورا وذنبا مغفورا لحجاج بيت الله الحرام.
اجازة عيد الأضحى المبارك كانت بمنزلة الهدنة السياسية بين السلطتين، خصوصا ان اعضاء السلطتين خاضوا في الفترة السابقة، معارك طاحنة أدت الى طريق مغلق بين الفريقين.
ثم أدى هذا التصعيد السياسي، وعدم التعاون بين السلطتين، الى تقديم الاستجواب لسمو رئيس مجلس الوزراء، وبعدها تقدمت الحكومة باستقالة جماعية الى صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، ثم قبول سموه هذه الاستقالة أمس الأول.
الكل يعلم حنكة وحكمة صاحب السمو الأمير في مثل هذه الأجواء السياسية، غير الصحية، وتقبل الجميع الظروف التي تمر بها البلاد، خصوصا مع الاستعدادات الجارية، لعقد مؤتمر القمة الاقتصادية.
الجميع تابع تلك الأحداث، التي عصفت بالبلاد، وشلت الحركة الوظيفية والإدارية والاقتصادية، حتى أصبح موظفو الوزارات، لا هم لهم إلا الحديث عن آخر الأخبار التي ستتم، في قابل الأيام.
يا جماعة لابد ان نؤكد على ان الكويت دولة مؤسسات ولأعضاء مجلس الأمة الحق في استخدام جميع الأدوات الدستورية، التي تساعدهم على تصحيح الأوضاع المقلوبة، في جميع وزارات ومرافق الدولة.
وفي المقابل للحكومة الحق في أن تتخذ جميع السبل التي تخرجها من عنق الزجاجة، التي أدت بها الى الاستقالة، وتعطيل الحياة السياسية خلال هذه الأيام المباركة، التي يجب ان تكون فرصة للجميع لإعادة صفوفهم، وترتيب أوراقهم السياسية، لأجل الوطن والمواطن.
الحديث اليوم يتركز على سوء جميع الخدمات العامة للدولة، والبعض مستفيد من هذه الأزمات، التي تدخل البلاد والعباد بين فترة وأخرى الى نفق مظلم، فلا تدرك بعض القوى السياسية خطورة تلك المرحلة المقبلة، والتي ستكون فيها جميع المفاجآت السياسية متوقعة، بعد اجازة عيد الأضحى.
في النهاية، نطالب العقلاء وأهل الحكمة والرأي، بالتدخل في هذه المحنة التي ألمت بالبلاد، وأصبحت حديث الفضائيات والصحف العربية والعالمية، ونقول ان الكويت أمانة في أعناقكم، حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه.