وزارة التربية بدأت تتهم كل من يعارضها الرأي في قرار حركة تدوير مديري المدارس بأنه يدعم الغش دون توضيح سبب مقنع لقرارها المفاجئ.
المسؤولون في الوزارة أخذوا صك الموافقة من نواب الأمة خلال اجتماع اللجنة التعليمية الماضي وذكروا أنهم حصلوا على تأييد لهذه الخطوة من النواب.
القرار بوجهة نظري عليه علامات استفهام كبيرة بحق هؤلاء المديرين الأفاضل والتشكيك كذلك في امكانيات أبنائنا الطلبة.
موضوع الغش ليس بجديد على الساحة التربوية، منذ عقود الوزارة ترصد عددا من الحالات، وهناك آلية معينة تطبق ضد الغشاشين متمثلة في الحرمان وأخذ التعهدات تجاه هذه الفئة خلال الاختبارات والإعلان عنهم رسميا في وسائل الإعلام في اليوم التالي للاختبار دون تضخيم للقضية مثلما هو حاصل حاليا وكأن القضية وليدة الساعة.
الجميع يا معالي الوزير ضد الغش ومع كل عقوبة تتخذ ضد من يتم ضبطه، ولكن دعونا نكن منصفين يا وزارة التربية، فإذا كانت الوزارة ترى أن تدوير المديرين خلال فترة اختبارات الثانوية العامة الهدف منه منع الغش إذن ماذا بشأن المراحل الأخرى العاشر والحادي عشر؟ وما مصيرهم؟ علما ان من يدير عملية التجهيز والتنظيم لهذه المراحل هم المديرون أنفسهم الذين أجبرتهم الوزارة على التدوير المؤقت خلال الاختبارات الحالية، علما أن تلك المراحل مدخل الى تحصيل المعدل النهائي للصف الثاني عشر والخروج بنسبة جيدة للطالب.
الوزارة ملزمة الآن بتوضيح الأسباب الحقيقية بكل شفافية التي دعتهم إلى حركة تدوير المديرين حيث ان القرار أتى على عجل دون أخذ آراء الكادر التعليمي فيه قبل تطبيقه بهذه الصورة.
كما أنه يجب على الوزارة أن توضح لماذا لم تنتهج هذا النهج على جميع المراحل الدراسية للثانوية إذا كانت ترى أن الغش مسيطر على مدارسها؟ لأن الغش واحد سواء كان في الصف العاشر أوالثاني عشر ونحن بانتظار رد الوزارة المقنع.
أكرر وأوضح انني شخصيا ضد الغش، ولكن نحن مطالبون بإيصال تساؤلات أبنائنا وأولياء أمورهم إلى المسؤولين وحال لسانهم يقول إن الإرهاب الذي تم ممارسته على الطلبة هذا العام لم يسبق له مثيل، جيوش جرارة من فرق التفتيش وإرهاب للطلبة دون تهيئة الجو المناسب لهم قبل دخولهم قاعات الاختبار إضافة إلى تحويل مقار الاختبارات إلى سجون ووضع أجهزة تشويش دون النظر إلى مدى تأثيرها على صحة الطلبة، ونتمنى من الوزارة مشكورة أن تؤكد أو تنفي وجود مثل تلك الأجهزة لأن التفتيش الحالي بالأجهزة المطورة كفيل بضبط أي وسيلة غش أخرى يلجأ إليها الطالب.
والسؤال الذي يطرح نفسة هل إجراءاتكم مرتبطة كما يقول الناس في عدم قدرة الجامعة على استيعاب أعداد الخريجين الجدد أم ماذا؟ ننتظر إجابتكم.
أخيرا منا للمسؤولين: ارحموا هذا الجيل واستعجلوا بفتح جامعة الأحلام التي مازالت تشيد، ولا نعلم حتى اليوم متى يتم افتتاحها وتستقبل طلبتها الذين يتمنون في الجامعة الحالية الحصول فقط على مقعد في إحدى كلياتها مع تمنياتي للتوفيق لجميع أبنائنا الطلبة.
[email protected]