Note: English translation is not 100% accurate
الديوانية الكويتية
الأربعاء
2007/6/6
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : منصور الهاجري
منصور الهاجري
قبل مائتي عام مضت بدأ ظهور الديوانية التي نعرفها اليوم. ولكن؟ لم تكن تلك الديوانية كما نشاهدها ونستخدمها ولم تكن تلك الأيام تستقبل الضيوف والرواد مثل زماننا الحالي.
إذا عدنا قليلا بالكلام عن الديوانية، فقد بدأت تجاريا واقتصاديا منذ أكثر من مائتي سنة هكذا كانت البداية والسبب، الكويت بموقعها على ساحل البحر جنوب غرب الخليج العربي ـ وخاصة الساحل الشمالي من مدينة الكويت ـ فقد بنى الكويتيون بيوتهم على هذا الساحل وكانوا قريبين من البحر ولأن الكويتيين أصحاب سفن شراعية فقد احتاجوا لفتح محلات لبيع أدوات تلك السفن، من هذا المكان بدأت الديوانية ألا وهي (العمادة) وجميعها عبارة عن عمارات أو مخازن لبيع أدوات السفن.
كان صاحب العمادة يستقبل النوخذة (ربان السفينة) وصانع السفن (القلاف)، وغيرهما ممن يشترون الأدوات البحرية وبعد ذلك تم فتح الديوانية في المنزل في بيوت التجار فقط ممن يستطيعون دفع تكاليف الديوانية وكان عدد الرواد قليلا لأن العامة من الناس كانوا مشغولين بأعمالهم وكان البحارة دائما بالخارج في سفنهم ـ كانت الديوانية جزءا من البيت غرفة أو غرفتين في مقدمة المنزل ولها باب خاص لرواد الديوانية وكان الكويتيون يناقشون أمور أعمالهم إلى أن تقدمت الديوانية وتطورت وبدأت تظهر الديوانية الدينية والتي كانت تعقد فيها الندوات والمحاضرات الدينية وخاصة أيام رمضان ـ وبعدما عرف الكويتيون أهمية الديوانية في اجتماعاتهم استغلوها سياسيا وذلك مع بداية عام 1938، المجلس التشريعي الثاني في عهد المرحوم الشيخ احمد الجابر، فانطلق المجلس من تلك الديوانية ألا وهي الديوانية السياسية فكانت تعقد فيها الاجتماعات وقبل ذلك كانت الديوانية الثقافية والأدبية وذلك في عام 1911 عندما انطلقت الدعوة لإنشاء وتأسيس المدرسة المباركية بدعوة من ثلاث شخصيات كويتية لها ثقلها الديني والأدبي والعلمي. تطورت الديوانية وانتشرت بين الأحياء داخل الكويت وفي قراها ولكن كانت الديوانية محدودة الوجود في القرى.
كان الكويتيون يدفعون زكاتهم للفقراء والمحتاجين عن طريق الديوانية التي أنشئت على جزء من المنزل.
أيضا للديوانية الكويتية دور مهم في شهر رمضان المبارك حيث كان التاجر يقدم الفطور للصائمين فيها وبعضهم يقدم السحور وخاصة لرجال البحر الذين يتواجدون قبل السحور على ساحل البحر عند سفنهم فيدعوهم صاحب الديوانية.
مع النهضة الحديثة ومع بداية الثمانينيات من القرن الماضي تغيرت الديوانية القديمة وتطورت ولكن بدأت بالمظاهر والتفاخر أمام الناس وما أن تحررت الكويت من براثن الاحتلال العراقي الغاشم ظهرت الديوانية بمظهر آخر أقول فيه مظاهر العز والتفاخر خاصة في البناء.
بدأ البعض ببناء مبنى خاص للديوانية وتزيينها بالديكورات الحديثة.
والأسوأ في بناء الديوانية الحديثة ظهور (ديوانية الرصيف) وهذا سيئ للغاية، كيف تستقبل ضيوفك بداخل شبرة مصنوعة من الكيربي وعلى الرصيف أمام بيتك أو بداخل خيمة، وهذه من اخطر الديوانيات، فسيارة مسرعة أو انفجار كيبل كهربائي أو انفجار أنبوب ماء كل هذا فيه خطورة على رواد الديوانية. وأخيرا فقد سمحت الحكومة ببناء الديوانية على الرصيف وهذا اخطر من أي شيء، ستستغل هذه الفكرة لشيء سيئ.
يبنى بجوار الديوانية حمام ومطبخ وغرفة للحارس ومبنى للديوانية أضاع الرصيف ومنع المارة من استخدام الطريق.
أخي المواطن إذا لم يكن في منزلك فراغ للديوانية فأنت غير ملزم بوضع ديوانية على الرصيف وأدعو المسؤولين لإعادة النظر في هذا التصريح ببناء ديوانية الرصيف فربما تستغل هذه الديوانية من قبل بعض الشباب في أمور خارجة عما أنشئت له في تنظيم حزبي أو ديني أو تعاطي مخدرات وما شابه ذلك.
امنعوا ديوانية الرصيف لكيلا نندم بعد ذلك.
الديوانية منذ أن تأسست لها التقدير والاحترام من روادها. وكما ذكرت كان لها دور بارز في النهضة التعليمية والثقافية والحركة السياسية، والندوات الدينية، وملتقى الأهل والأحبة والأصدقاء، والديوانية الاقتصادية، هكذا كانت الديوانية.
أعيدوا للديوانية منزلتها السابقة، وامنعوا ديوانية الرصيف.
اقرأ أيضاً