نكون منافقين وكذابين وغشاشين ووقحين إن حاولنا ولو قليلا إظهار الشغب والتحريض على الفوضى على أنهما حراك سياسي أو اجتماعي صحي ومفيد وطبيعي حتى لو أسماه البعض بـ «مسيرة كرامة وطن» فالحياة مليئة بالقصص والحكايات التي هي عبر لمن يعتبر ولكن ما فائدة تلك العبر دون الاستفادة واستخلاص الدروس منها، بعد أن تقع الفأس بالرأس وتحل المصائب على وطننا ومجتمعنا وتصبح الفوضى قدرنا الدائم؟! لذلك سنكتب دون كلل أو ملل كل الكلمات والمقالات التي في صالح هذا الوطن وفي صالح استقراره، وسنستمر في نقد كل من لا ينتبه إلى مصلحة الوطن ومن يؤيدهم ومن وراءهم دون خوف وإلى أبد الآبدين.
لقد خرج الكثيرون في هذا البلد الطيب عن المسار، الذي يعد الخروج عنه دخولا في الفوضى والمشاكل والأزمات الأبدية والأحقاد، لأنه خروج عن العقل والمنطق وخروج غايته الوحيدة إشباع الرغبات الخاصة على حساب المصلحة الوطنية العامة، حتى وإن كان طريق اشباع تلك الرغبات الخاصة هو تنفيذا لأجندات ومخططات خارجية وإقليمية تحمل حقدا وحسدا دينيا على الكويت ومجتمع الكويت.
في هذه الأيام الفارقة يكون الوطن أو لا يكون، وليكون هذا الوطن ويبقى دوما بلد الأمان والاستقرار، لابد من قرارات تاريخية حاسمة وصارمة وحازمة وجريئة، تسجل في تاريخ الكويت على أنها أنقذت الوطن من الوقوع في براثن الفوضى.
لقد استغلت الديموقراطية اسوأ استغلال وأحقر استغلال وألعن استغلال، من قله تاجرت بها أسوأ تجارة حتى أصبحنا نشاهد يوميا من يطالبون بمحاربة الفساد وهم يتجاوزون القانون ونشاهد اللاديموقراطيين وعديمي احترام الرأي الآخر وكاسري النظم والقوانين وهم يطالبون باحترام الدستور!
[email protected]