محمد الحويلة
فئة عزيزة على قلوبنا يعيشون بيننا، الكثيرون منهم يمتلكون مواهب وطاقات دفينة بحاجة الى من يأخذ بأيديهم لاظهارها وابرازها لترى النور، تعددت تسمياتهم فهناك من أطلق عليهم «المعاقون» والبعض الآخر أرادوا تسميتهم بـ «ذوي الاحتياجات الخاصة» أو من يطلق التسمية بشيء من التخصيص حسب نوع الاعاقة «الصم»، «البكم»، «المكفوفون»، «أطفال الداون»، وما الى ذلك من تسميات لهذه الفئة، وبغض النظر عن التسمية لفئة تمثل شريحة لا بأس بها من المجتمع الكويتي يعيشون بيننا ويطمحون لأن يكونوا أبناء فاعلين في هذا المجتمع ومواطنين لهم دورهم ومساهمتهم بعملية التنمية الشاملة في البلاد، والملاحظ هذه الأيام انتشار الأنشطة والبرامج الترفيهية الموجهة لهذه الفئة وذلك بهدف دمجهم اجتماعيا وانسانيا مع نظرائهم والعمل على ادخالهم في صفوف دراسية مع أمثالهم وأقرانهم، والكويت ولله الحمد أولت المعاقين الأهمية التي يستحقونها من خلال القوانين والتشريعات ونادي المعاقين ودور الرعاية الاجتماعية المزودة بكل المستلزمات والتجهيزات الضرورية والكمالية التي يحتاج اليها النزلاء، ووفرت الاخصائيين الاجتماعيين المؤهلين للقيام بدورهم على أكمل وجه في تحمل مسؤولية رعاية هذه الفئة الغالية على قلوبنا جميعا، ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لم تدخر جهدا أو تبخل تجاه هذه الشريحة، فالاهتمام بهم واضح من رأس الوزارة الشيخ صباح الخالد الذي يحرص على مشاركة النزلاء جميع مناسباتهم ويقف بشكل شخصي على توفير احتياجاتهم وتأمين مستلزماتهم ورعاية الأنشطة في دور المعاقين وما تقيمه من دورات وندوات ومحاضرات ارشادية حول الاعاقة وطرق التكامل مع الطفل المعاق وأولياء أمور المعاقين وفق وسائل حديثة وأساليب علمية متنوعة في وجود اخصائيين اجتماعيين يعملون لتحقيق الغاية المرجوة بدمج المعاقين في المجتمع واشعارهم بعدم النبذ الاجتماعي أو العزلة الاجتماعية، وهذا ما نتمنى ان يعيه الجميع ويبقى السؤال:
يكاد لا يخلو حي من أحياء الكويت أو شارع من شوارعها الا ويوجد في احد بيوته معاق وكلنا يعرف ذلك ويشاهده بأم عينيه بشكل شبه يومي، وغالبا ما تقترن نظرتنا اليهم بشيء من الشفقة أو العطف، فهل تتغير هذه النظرة اليهم وتتحول الى نظرة طبيعية الى أناس عاديين يريدون الحياة ويحتاجون منا الى الاحترام والتقدير والرفع المعنوي لإبراز مواهبهم وقدراتهم على الاندماج والعيش واثبات الوجود وتحقيق الذات؟