محمد الخالدي
لسنا بحاجة إلى الحديث عن فرقة البهرة وتاريخها، ولسنا بحاجة كذلك إلى أي مبرر لمنع إقامة مسجد أو معبد بمعنى أدق لهذه الفرقة، فالأمر كما قال النائب د.وليد الطبطبائي إننا لسنا معنيين بإقامة معابد لكل طائفة وكل ديانة على أرضنا، وهناك دول كثيرة ترفض بناء مساجد لملايين المسلمين الذين يعيشون معهم على الرغم من حصولهم على جنسية تلك البلدان ويعدون من مواطنيها، ومن بينها دول أوروبية تنادي بالحريات وتطالب غيرها بالتسامح الديني في حين أنها نفسها لا تلتزم بذلك.
ونحن نستغرب حقيقة مطالبة البعض بالسماح ببناء مسجد للبهرة بحجة أنها طائفة من المسلمين، فإن كانت فرقة مسلمة، فالكويت مليئة، بفضل الله، بالمساجد للمسلمين، فلماذا لا يصلون فيها؟ أما إذا كانوا يعتبرون مساجدنا «غير إسلامية» ويعتبروننا غير مسلمين فلسنا إذن معنيين بهم ولسنا مطالبين ببناء معابد لهم.
لسنا بالتأكيد من دعاة الطائفية والعنصرية البغيضة، ولكننا نعتقد بأن من واجبنا ومن حقنا أيضا أن ندافع عن أرضنا وهويتنا، ولسنا ملزمين بتوفير معابد لكل وافد يأتينا للعمل، ولا نريد أن تتحول الكويت إلى مجموعة من المعابد لأديان وفرق ما أنزل الله بها من سلطان.
والذي ينادي بحرية الأديان وممارسة الشعائر الدينية نقول له ان الدستور الكويتي كفل هذه الحرية ولكن ذلك لا يعني إقامة دور للعبادة لكل ديانة وكل طائفة وكل فرقة، فهناك آلاف الديانات والطوائف والفرق ومن غير المعقول أن تتحول بلادنا إلى مجموعة من المعابد لكل هذه الفرق الدينية.
إننا نطالب أعضاء المجلس البلدي وأعضاء مجلس الأمة وحتى الحكومة بعدم التهاون في هذا الأمر وعدم المجاملة على حساب ديننا وهويتنا الإسلامية، وهناك انتهاكات خطيرة وصارخة لكل الأعراف الإنسانية وكبت للحريات الشخصية ترتكب في أكبر دول العالم المنادية بالحريات وعليهم أولا أن يحترموا حريات البشر في بلدانهم التي تنتهك فعلا وكل يوم تلك الحريات قبل أن يطالبونا باحترام حريات لم ننتهكها أصلا، «واللي بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجر».
نريدها وقفة لله عز وجل ونصرة لدينه الحنيف في بلد الإسلام من نوابنا الأفاضل وحكومتنا الرشيدة، ونريدها وقفة من أبناء الكويت الغيارى على دينهم لسد هذا الباب الذي لن نجني من ورائه إلا الشر الكبير، فإلى كل أبناء الكويت الشرفاء لنقف وقفة جادة مع نوابنا ونوصل إليهم أصواتنا ونطالبهم بالالتزام بما يريده المواطنون منهم، فقد وقفنا قبل ذلك للمطالبة بإسقاط القروض وغيرها من أمور الدنيا، فلا أقل من وقفة لنصرة دين الله والدفاع عن هويتنا الإسلامية، وفي نهاية الأمر عندما نرفض بناء مسجد لطائفة ما فإننا لا نقوم بخرق أي حقوق أو انتهاك لأي حريات كما يدعي بعض ببغاوات «الغرب المتحضر» الذي ينتهك حرمات الناس وحقوقهم بكل وقاحة وكل يوم ويصنفون الدول وفق أمزجتهم ومصالحهم «الدولة الفلانية فيها حرية والدولة الفلانية ليس فيها حرية»، فمن أعطاهم الحق أصلا لتصنيف الناس؟