فقد عالم الرواية الأسبوع الماضي الأديب الروائي العالمي غابريال غارسيا ماركيز والذي عرف باسم رائد الواقعية الساحرة في العالم وأهم الكتاب باللغة الإسبانية، وترجمت أعماله إلى جميع لغات العالم، وقدم ماركيز الحائز جائزة نوبل للآداب خلال سنوات عمره عددا من الروايات التي تصنف كل منها كحالة فريدة مستقلة بذاتها، وكل رواية منها تخلق بداخلها عالما خاصا مختلفا عن أي رواية أخرى له، ولعل اشهرها «100 عام من العزلة» و«الحب في زمن الكوليرا»، وتمكن برواياته من نقل أدب أميركا اللاتينية إلى العالم أجمع، بل وخلق بأسلوبه خطا روائيا خاصا أصبح مدرسة مستقلة يتبعها كثير من الروائيين في العالم.
وفي السنوات الخمس الأخيرة بدأت حركة التأليف الروائي تتصاعد في الكويت، وهي حركة تبشر بخير بأن تعود عجلة العمل الروائي إلى الدوران في الكويت على يد شباب، ولكن الملاحظ ان 90% مما يقدمه مؤلفو الروايات الكويتيون من الشباب، ولن أقول الروائيين، هو سرد قصصي ممل ويعتمد على الحوار بين شخصيات الرواية، وتخلو تماما من المشهدية أو الخيال أو حتى الحبكة القصصية التي يمكن أن تخلق رواية محترمة.
فضلا عن أن بعضا من تلك الروايات التي وجدت طريقها إلى نقاط البيع تحفل بأخطاء إملائية ونحوية بل وأخطاء في الصرف لا يرتكبها حتى طالب ثانوية يكتب تعبيرا عن رحلته مع عائلته إلى البر، كما تفتقد عنصر الإبداع ولمحات التشويق حتى أنك لا تصل إلى الصفحة الـ 15 حتى تلقي بالرواية جانبا.
عامة، حركة التأليف الروائية الشبابية في البلاد أمر صحي، فربما يخرج من بينهم من يقدم شيئا مميزا في المستقبل.
في الختام: غابريال ماركيز كولومبي انتقل من بلده الى المكسيك وعاش وترعرع فيها وعمل فيها واشتهر من أرضها، ولو كان غابريال هاجر إلى الكويت لكان الآن... سائق تاكسي جوال أو بياع خضرة على أحد الدوارات.