يروى أن أحد العلماء كان طالبا عند الامام مالك رحمه الله، وكان يقول: درست في حضرة الامام مالك عشرين عاما، منها تسعة عشر عاما كنت أتعلم الأدب، وعام درست فيه العلم...
لذلك كان ومازال دور المعلم كبيرا ومسؤوليته عظيمة، فالتعليم رسالة تقوم على زرع التربية في قلوب الدارسين... فقد سميت الوزارة الراعية للعلم بوزارة التربية، حيث إن العلم ينطوي في أسس التربية.
التعليم رسالة ومسؤولية يقوم عليها بناء الأجيال فإن أخذت بحق وافر عم الفلاح البلاد والعباد وإن أصبحت وظيفة كغيرها من الوظائف العامة فقل على مستقبلنا السلام.
لابد أن يراعي المعلم أمورا كثيرة منها:
٭ تحبيب الطلبة وخاصة التلاميذ في المدرسة.. بناء وموظفين وأنشطة واسما حتى تتأصل محبة المدرسة في قلب التلميذ فلا يكون يوم الأحد يوما ثقيلا عليهم.
٭ لابد أن يبني المعلم علاقة خاصة مع الطالب ويحسسه بأنه صديقه.. فلا يظهر أمامه الاستاذية والاستعلاء ليخيف بهما الطالب.. كما أن هذه العلاقة تمتد الى الوالدين حتى يكتمل التقارب بينهما أكثر مما يساهم ذلك في سهولة التلقي عند الطالب من مدرسه.
٭ تحسين اسلوب التعليم والابتعاد عن النمطية فيه.. يقول أحد المختصين في التعليم: لابد أن يشارك الطالب في تلقي العلم مع مدرسه، ولا ينتظر من المعلم أن يكر المنهج كرا، فإعطاء الفرصة للطالب بقراءة الدرس ومحاولة استيعابه ومناقشة استاذه لهي الطريقة المثلى في التعلم والتي يشعر معها الطالب بأن له دورا في تعليم نفسه.
٭ المرجعية التربوية تظل عالقة بالذاكرة مهما طال الزمان فعندما يكون المعلم مرجعا للطالب ومستشارا له فإن ذلك يحميه من الخوض في قضايا مستحدثة ممكن أن تكون هدامة، كما تؤكد على الالتزام بالمنهج والمسار الذي سار عليه.
٭ تحسس احتياجات الطالب ومشاكله والعمل على تذليل كل الصعاب التي يواجهها سواء في المدرسة أو خارجها.
هذا غيض من فيض وعلى قدر العطاء يكون الأجر من الله أولا وأخيرا، لكن لا يصح أن نترك المعلم يقوم بكل هذه الأعمال.. فللوزارة والإدارة دور كبير في وضع برامج متخصصة للمدرسين لتفعيل كل هذه المهام سواء تدريبية أو تخصصية، كما يجب ان يتم دعمهم بكل الاحتياجات المعنوية والفنية والمالية.. فالهدف هو بناء جيل متميز يقوم على تحقيق الازدهار والتنمية لوطننا وأمتنا.
[email protected]