أصبحت الأسواق المركزية منتشرة في كل مناطق الكويت، لكن ظهرت من هذه التجربة ما تضايق منه كثير من السكان، ولعل الأثر قد يصل إلى الأجيال القادمة.. كما أن الأثر الحالي يعانيه الكبار ومن لا يعرف اللغة الإنجليزية. فقد دخلت الجمعية وأردت حاجة لكنني لا أعرف مكانها، فسألت أحد العاملين لكنه لم يعرف تلك الحاجة، وسألت الثاني والثالث وكان الرد بنفس الجواب، فلم أحصل على ما أريده حتى خرجت من الجمعية.
فكرت قليلا وأنا أنظر لأحد كبار السن، هل ممكن في هذا الوجود الهندي والفلبيني وغيرهم في سوق الجمعية أن يقضي لهذا المسن حاجاته أم أنه سيخرج من السوق بنصف الطلبات التي جاء يشتريها؟
نحن في دولة عربية لها لغتها وتقاليدها وقيمها وهذه الأسواق تجمع كل العاملين في هذا السوق من جنس غير عربي لا يعرف لغة البلاد التي يعمل بها ولا عاداتهم ولا قيمهم.
لقد أوصلنا الرسالة وقبلها تجاوزات السوق في رداءة بعض الأصناف لكن لا حياة لمن تنادي الى أن بلغ السيل الزبى فتوجه السكان إلى جمعيات مجاورة يديرها أبناء الوطن ومن يعرف اللغة والقيم فيها.
إن تجربة إدارة هذه الأسواق في جمعية الدسمة على سبيل المثال فاجعة لأهلها زادتهم سوءا بعد سرقة الجمعية وإدخالها في متاهات الاقتراض.. لذا، فالمسؤولية تقع على مجلس الإدارة في حل هذه المشكلة ووزارة الشؤون في عدم إعادة مثل هذه التجربة المريرة، وحصر هذه الأسواق في أماكن عامة خارج المناطق السكنية التي يرتادها العربي وغير العربي.
هكذا يكون التأثير على لغتنا العربية ولهجتنا الكويتية واستخدام بعض اللغات التي يفهمونها أو لغة الإشارة حتى يكون الشعب والمقيمون من العرب من ذوي الاحتياجات الخاصة.
في بعض الدول يشترطون على الأجنبي معرفة ثقافة البلاد ولغته.. حتى سائق التاكسي قبل أن يعمل لابد أن يعرف المناطق والأماكن المهمة في البلاد.. فما بالك في سوق يرتاده جميع المواطنين لقضاء حاجاتهم.. وللقضية توابع.
[email protected]