غياب المشاريع التنموية المشتركة للأمة العربية ووجود الخلافات والتناحرات بين بعض أنظمتها بين الحين والآخر، بل وصلت هذه التناحرات بين بعض شعوبها الى المجالات الرياضية، جعلت هذه الأمة تتخلف عن مواكبة الأمور الأساسية التي يتطلبها فقه الحاضر والمستقبل لهذه الأمة، فمثلا، عندما ينظرون الى بعض الدول الإقليمية من حولهم وهي تتطور اقتصاديا وصناعيا وتنتهج خطوطا واضحة في مسيرتها لجميع القضايا المطروحة على الساحة داخليا وإقليميا والتي تتفاعل هذه الأيام خصوصا مع القضية الفلسطينية التي تعتبر المحور الأساسي للأحداث العالمية والتي برزت من خلال الموقفين الإيراني والتركي فإن ذلك يجعل الشعوب العربية تصاب بالملل واليأس من مواقف بعض الأنظمة، مما يجعل هذه الشعوب تميل ايضا الى البحث عن قنوات فكرية وترحب بالتأقلم معها والتفاعل مع أطروحاتها التي بدأت تحرك المياه الراكدة، خصوصا ان الجانب الصهيوني بقياداته الحالية ليس عنده استعداد للإصغاء للآراء ولطروحات أصدقائه قبل أعدائه والمتمثلة في رفض هذا الكيان للمطلب الأميركي لتجميد المستوطنات والدخول في مفاوضات السلام ورفضه للمبادرة العربية منذ صدورها والاستهجان بها، بالإضافة الى بعض المطالب من الدول الصديقة لبعض الأنظمة العربية لاتخاذ بعض المواقف التي أحرجتها أمام شعوبها والشعوب العربية عندما تنظر لامتصاص ثرواتها من جانب الدول الكبرى وصرفها على أسلحة الدمار التي قتلت الحرث والنسل تجعل الهجرة الفكرية تتخذ منحى جديدا يصعب على هذه الأنظمة الحد من انجرافها نحو هذه البحيرات الفكرية.
تنبؤات غير دقيقة
ان ما يقال عن ان الكيانات الصغيرة لهذه الأمة ستنضم للكيانات الأكبر يعتبر كلاما واهيا لأن القوة الزاحفة والطامعة في هذه المنطقة تضع في أجندتها تجزئة المنطقة الى كيانات صغيرة تتناحر فيما بينها وتتنازع جغرافيا ودينيا ومذهبيا وطبقيا لتسهل السيطرة عليها، وهي كذلك لا تقبل أن تكون هناك خطط تنموية تعزز الوفاق والاستقرار بين شعوب هذه المنطقة المحيطة بالكيان الصهيوني وحتى الدول التي ترغب ان تبني مشاريع صناعية اقتصادية تهددها وتعترض عليها كما حصل لنهر الليطاني وأحواض النفط والمكامن الغازية على الشاطئ اللبناني والأمثلة والدلالات كثيرة فلا تتوقعوا من هذا الكيان جنوحا للسلام.
وعلى كل حال بدأت أجراس وطبول التغيير تتحرك منطلقة من التيار الشمالي للحد من التيار الشرقي ومؤثراته في المنطقة أما المحور العربي فلايزال ساكنا في سباته.
الكويت تكفل الأيتام وأميركا تقتل الإنسان
لو قارنا بين مسيرتي الولايات المتحدة والكويت لوجدنا في هذه المقارنة الفرق شاسعا ومن حقنا أن نتساءل كم قتلت أميركا ولوثت ويتمت ورملت في اليابان وكوريا وفيتنام وفلسطين والصومال وأفغانستان؟ حدث ولا حرج، بينما الكويت التي تتهمها أميركا زورا وبهتانا بالمتاجرة بالبشر والتي تقتبسها من عملائها وأعداء الكويت وهم في الوقت نفسه أعداء أيضا لأميركا لأنهم يعطونها معلومات خاطئة ولا يخبرونها عما قامت به الكويت وتقوم به من كفالة للأيتام وحفر الآبار وإنشاء دور العلم والمعرفة والمشاريع الإنسانية التي أقامتها الكويت في عدد من الدول بغض النظر عن انتماءاتها السياسية أو الدينية وهذا يعطي دلالة واضحة على المفاهيم والسياسات المقلوبة التي لا تميز بين الخير والشر.
الله أعلم
أي ظلم من نموذج وطابع واحد، أكرر من نموذج وطابع.
لا يدوم أكثر من 75 الى 99 عاما.
فهل نبدأ من وعد بلفور أم مجزرة دير ياسين أو تاريخ التقسيم؟