كان هناك مثل من الصحراء، قلما يستعمل الا في ظروف نادرة، لنا في مجال ذكره حاليا، ولكني بعد ان رأيت ان ثقافة استعماله سادت في هذه الايام، وكثر الآخذون به وخصوصا من بعض افراد الحكومة وبعض من افراد مجلس الامة، وتعطلت على آثاره مصالح البلاد والعباد، احب ان ابين للطرفين الآتي: اذا اراد طرف من هذه الجهات تنفيذ امر ما فعليه الا يكيل له المديح، لانه اذا فعل ذلك سيكون الطرف الآخر بعكس ما يرنو اليه، وهنا نطبق مقولة خالف تعرف اي «تحقق ما تريد». الادهى من ذلك والامر ان كل من فكر في ترشيح نفسه في اي انتخابات تشريعية او حتى في بعض جمعيات النفع العام، يسلك طريق الاحتكاك بالجانب الرسمي خصوصا الجانب الأمني منه بعبارات وحوارات تتجاوز القانون واعراف المجتمع، لعل وعسى ان يحصل له مساءلة قانونية او تحقيق في مخفر من مخافر الشرطة، حتي يبرز في بعض الوسائل الاعلامية، وهناك من هو متواجد مع شديد الاسف في الجسم الاعلامي لابراز هذه وتلك، وهنا يتحقق له البروز شيئا فشيئا حتى يصل الى قيادة الامة فيصبح من رابظة الى زعامة، ويتسلط على رقاب الامة، ولا يحصلون على حقوقهم الا عن طريق جاهه ووجاهته.
وهنا نصب اللوم والعتاب كله على الحكومة التي فتحت لهم هذه الظاهرة الخبيثة، القائمة على الواسطة والتوسط، فينشر له بالصحافة الشكر والعرفان وتذبح الخرفان والولائم لهذه الزعامة المستجدة، وتندثر مآثر كل من سبقه في بناء القوانين التي خدمتهم، وهنا يصبح الطالب مطلوبا، ويبتعد المواطن شيئا فشيئا عن الماضي، ويتعامل مع ما هو مستجد من الزلمات، فهذه علة البلاد والعباد، فهل تجد لها من علاج، فلو قمتم بالشروع في بناء المشاريع الاستراتيجية والخدمية، ووضعتم في كل وزارة مجموعة من اصحاب الضمائر الحية لتلقي شكاوى المواطنين وحلها، لخففتم من الاعتقاد السائد بأنه لا تخليص لاي امر من الامور الا عن طريق هذا العضو او ذاك.
وهنا نحب ان نقول «والله زمان يا سلاحي»: كانت القوة الوطنية والرأسمالية الوطنية في العقود السابقة، تعمل لتحقيق الصالح العام، وحققت بذلك الكثير الذي لا نستطيع ان نعدده، ولكن على سبيل المثال وليس الحصر، الدستور والقوانين التي نظمت مسيرة الحياة في جميع مفاهيمها، وعليكم ان تفتحوا ادراجكم، وتقرأوا هذه القوانين ونصوصها التي تجاهلتموها، وحتى الانجازات التي ادعيتم تحقيقها، وابرزتم عناوينها في الصحافة، كانت مثار مطالبة من قبل تلك القوة الوطنية نسائيا ورجاليا. والقوة الوطنية كما هي الحال الرأسمالية الوطنية، ما كانت تسعى في ذلك الوقت للاحتكاك او التصادم مع الجهات الرسمية من اجل البروز والزعامة الشخصية، لان هدفها كان العنب وليس قتل الناطور، اما اليوم فالعكس هو الصحيح، والدليل على ذلك عدم فهمهم للهزات البركانية التي تتجاذب وتتلاطم من حولنا، وهذا يعطي دليلا قاطعا على نوعية هيك بشر، فعلى اصحاب الضمائر الحية ان يرفعوا صوتهم عاليا قبل فوات الاوان، ويحموا السفينة من قراصنة يريدون اختطافها، على الاقل لو من خلال الاقتراع وذلك اضعف الايمان.
٭ كفانا الله شر الغضب: أليس من حقنا كما هو حق غيرنا ان نتساءل عن هذا المسمى الذي تنادي اليه البعض في يوم من افضل الايام الا وهو يوم الجمعة، من هو مقترح هذا المسمى الذي لا يتناسب مع ما تتمتع به هذه البلاد وشعبها، الذي جبل على غير هذا المسمى المستورد لنا من المولود الجديد الذي يجهل النسيج الاجتماعي حاضرة وبادية، فعلى المتعاملين تحت هذا المسمى المظلم داكن السواد، ان يجدوا مسمى يكون اكثر انسجاما مع تاريخ هذا البلد الكريم، وان يتفحصوا الصديق الذي اقترح لهم هذا المسمى او الذي اوكل اليه بهذا حتى تتضح لهم الحكمة التي تقول «رب اكفني شر اصدقائي اما اعدائي فأنا كفيل بهم»، احذوا من المشبوه لاجيك فلعه، ترى الزمان اليوم مرا وحالي.
يا الله تشفي ابوناصر شيخ البلد حاكم الديره
اللي في حكمته باصر يا الله يا ربنا اجيره
يفداه من نظرته قاصر ومن زاد شره على خيره