مطلق الوهيدة
كتبت في مقالاتي السابقة بعضا من عبارات النصح والتنبيه والارشاد وفي بعض منها الحذر والتحذير متمرجحا بين هذه وتلك وأظن انني سأضطر آسفا لنهج اسلوب يكون اكثر قرصا وغمزا لجسم شبه ميت لعل وعسى ان يفيق من هذه الغفلة التي سيرى تأثيرها وآثارها في المستقبل، كفانا الله شرها.
حاولت ان اشحذ الهمم واستنهض الامة من احفاد الرعيل الاول الذين بنوا البلاد وشرّعوا قوانينها للعباد في جميع النواحي التي ننعم بها الآن ويحاول البعض تسويفها وتعطيلها وعدم تنفيذها، وتحويل الأمة وانتباهها الى حوارات صابها الهبوط والتدني لفظيا وحواريا.
ونحن كشعب نعتب على الحكومة والمسؤولين في المجال التنفيذي ان يطرحوا ما يتصورون بأنه لخير البلاد والعباد، لأن الحكومة ومؤسساتها ومسؤوليها موجودون منذ فترة طويلة في هذه الأماكن وعندهم خبرة منذ زمن عن الخطط والبيانات والارشادات والتصورات التي وضعت حول التنمية ومن هذه الأركان وزارة التخطيط التي توالى عليها عدة وزراء ووضعت فيها عدة خطط ولكنها مع شديد الأسف تتغير حينا بعد حين مزاجيا ودون تنفيذها والأخذ بها.
وهذا النهج لا يصلح لدولة تدّعي انها نامية، خصوصا انها سبقتها دول في جميع هذه المجالات التي تحتاجها الدول النامية.
وبامكانها الاستعانة بها ان كانت عندها صدق في الاصلاح ومواكبة العصر، اما اذا كانت لاهية في النهب ومشاكسة بعضها البعض الآخر واشغال مجلس الأمة في قضايا غير واضحة أو مفهومة ومعلومات مزيفة فيجب على الشعب ان يصب اللوم على من يديرها ويوجهها، فهذا هو رأس الحيّة يا موسى ولا يضرب علينا المثل القائل: «أين اذنك يا احبشي».
والاستجوابات التي تقدم بين حين وآخر يجب ان تكون محاورها مبنية على امور لها قيمتها ومسنودة بالوثائق ويتخذ فيها اجراء ميداني لأنها تنطوي تحت مفهوم «خيانة القسم والأمة»، اما اذا كانت هذه الاستجوابات مبنية على قضايا ضعيفة وهزيلة ويهدف من ورائها الى ضياع الوقت وتسويف الانتاجية فهذه كما قلنا المصيبة الكبرى، اما اذا كان هدفها ازالة شخص ما لأن هناك من يريد ازاحته وتحقيق رغبة فئة أخرى تتصارع على هذه الكراسي الزائلة، ويستعملون هذه الأدوات الدستورية بمفهوم «كلمة حق يراد بها باطل» فهذه مصيبة كبرى ايضا.
ولقد لفت نظري حوار جرى بين عضوين فاضلين أحدهما عادي يتهم الآخر بأنه يسعى الى حل مجلس الأمة والآخر يتهمه بأنه لا يطلع على المشاريع والقضايا التي تعرض عليه، وسمتها بعض وسائل الإعلام مناظرة، ونحن نقول ان المناظرة لا تتم بهذا الشكل، بل يوضع لها تحضير جيد ومحاورون مطلعون على قضايا الأمة ونحن لا نتهم هذا ولا ذاك، ولكننا نقول انهما صائبان في كلامهما.
هناك من يسعى لطرح القضايا التي تصيب الأمة بالملل والتذمر وتجعل الأسباب مهيأة لحل مجلس الأمة، وهناك من لا يطلّع ولا يقرأ القضايا المعروضة عليه الا ما ندر.
ونحن نقول للساعين لحل مجلس الأمة من أي طرف كان: ان وجود مجلس الأمة على قلة انتاجيته افضل من غيابه فهو جزء أساسي للديموقراطية التي تميز بها هذا البلد الكريم وجبل اهله عليها كما يقول المثل: «سمنها يكفي عن سمينها» ونحن نرجو من اعلامنا الكريم بصحفه وقنواته الا يرخي عنان الفرس لمن هبّ ودبّ خصوصا لأناس هدفهم الشخصنة والحقد والحسد، ويجهلون ماضي هذا البلد وأهله الذين جابوا البحار والأسفار والصحاري لبناء بلدهم والحفاظ عليها منذ القدم، فلا تنهشوا في أجسامهم أيها الجهلاء والحاقدون، ولا تنكروا المعروف وأهله، هدانا وهداكم الله لطريق الصواب والخير.
who is going to repair those above the rope should be tight to some extent.
يا شيخ شـد الـحـبـل يا شيخ شـــدّه
وامسك عـنـان احـصـانـهــا لا تـــهـــدّه
واذا انفـتـح بــــاب مــــن الـشـر ســــدّه
والأمـــــل بــالـلــه ثــــم يـــمــك نــــردّه
وأسرع ترى الإصلاح مطلــوب فـي الحـال
ترى الجمل يـا شيــخ للحـمــــل شيّــــال
ترى البحـــر يلطــــم ويـرطــن وجـــــوّال
فيمـا مضى يـــا شيــخ خابـــرك خيّـــال