مطلق الوهيدة
بعد ان تلاطمت الاحداث الاقليمية شرقا وغربا وفي كل اتجاه من الانتخابات البرلمانية المحلية والتشكيلة الوزارية، والانتخابات اللبنانية وكذلك الايرانية القادمة، وما زفته رياح الشمال، من جار الشمال اردت ان ارتاح واسترخي من عناء التحدث في مجال السياسة، فن المراوغة والنفاق، ولكنني اردت ان اورط واوكل لأحد ابنائي هذه المهمة واتجه الى نوع ثان، ولكن الابناء الذين فيهم المهندس والاستاذ والدكتور صاروا اذكى مني ايضا، وانتبهوا لما اردت ان اورطهم فيه، فاعتذروا وقبلوا رأسي وقالوا «اعفنا من هيك شغلة» وقبلت بذلك ولكني سألتهم عن الاسباب؟ فقالوا لي: ألم تسمع بالمثل المصري القديم «سعد زغلول آل آل مافيش فايدة»؟ ولكننا نحب ان نسألك عن سبب عزوفك او تراخيك عن هذا الخط الذي كنت تمارسه منذ نصف قرن؟ فقلت لهم: ان الناس الذين يعرفون حل الرمز وفهمه اعتقد انهم رحلوا او لا يقرأون ولا يقرأ لهم والبقية منهم جالسون على شاطئ البحر الذي يعرفونه جيدا يتذكرون الماضي مرددين كلمة «بس يا بحر» ويتغنون بأغنية النهامة «أوه يا مال أوه يا مال».
وانا في مقالات سابقة تخلل كثير منها بعض الكلمات المشفرة والتي تستعمل في عالم التشفير اليونانية والرومانية والاحجية الالمانية والتي تستعمل دائما وتعتمد على الحروف المستعملة بكثرة في كل لغة حتى يسهل التعرف على ما تنطوي عليه هذه الشفرة، وحتى من قدماء العرب كرسالة شفهية او كتابية لأي جهة مقصودة يقوم المعني بهذه الرموز الكلامية بمعرفة ما يراد بهذه الرسالة ويستعين بمحيطه المخلص له لفك رموزها ان كان لا يستطيع ذلك، وهذا امر مشروع بين المرسل والمرسل إليه عندما يريدون ان يتعاونوا على قضاء حاجاتهم بالكتمان ويبتعدون عن الشوشرة الكلامية التي يمكن ان يستفيد منها المحذر منه.
فعلى سبيل المثال وليس الحصر عندما نقول: العصفور في الشجرة أو غزالهم وسط بطنه ذيب أو don't disappear or j & j فهذه الكلمات الرمزية اعرف مع شديد الاسف ان اهلها اصبحوا قليلين في هذه المواسم المشدوهة والتي يسعى كثير من الناس لتعبئة الجيب ولا يحسب حساب الغير، واستطيع القول لكم إنني عاجز عن فهم فلسفة هذا الزمان ونهجه الفكري، ولكن كما قلنا لكم في مقالات سابقة ستبرز الاجابات لأن حركة التاريخ اصبحت سريعة والمتعاملون معها غير قادرين على فهمها والتعامل معها فلا خطة تنمية ولا خطة استراتيجية ويتحدثون عن هذه وتلك بالوعود التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
(فصبر جميل والله المستعان).
«المرأة الذكية تتزوج من عالم الآثار أو الباحث في التراث لأنها كلما تقدمت بها السن اهتموا بها أكثر».