موسى المطيري
رغم مرور قرابة 28 عاما على انشاء مستشفى الفروانية الذي دخل الخدمة في مطلع الثمانينيات، ومع تذبذب الأوضاع السياسية لوزارة الصحة الا ان هذا المستشفى يبقى الملاذ الآمن لكل من يشعر بألم، فلقد برهن العاملون به على انهم على قدر كبير من المسؤولية حين اصطفوا كجسد واحد لمواجهة الحريق الذي اندلع في مستشفى الجهراء واستقبلوا بكل رعاية الاطفال المحولين من هناك حيث كنت قريبا من الحدث عند استنفار العاملين في مستشفى الفروانية، وتصدر هذا الجهد مدير المستشفى د.سعود الدرعة الذي ساهم بتوجيهاته وتواجده عند بوابة الحوادث بتخفيف الألم عن أهالي الجهراء حيث أحاط به فريق طبي واداري سعى بكل جهد لمتابعة الأطفال حتى غرفهم وتقديم الرعاية الطبية لهم وعلى رأس هذا الفريق الاداري رئيس العلاقات العامة عيد ملفي المطيري فكل الشكر لهم.
ولم يكن تواجدي في هذا المستشفى بمحض الصدفة، حيث كانت والدتي - حفظها الله - ترقد في الجناح 12 حيث خضعت لعملية جراحية تكللت بالنجاح والحمد لله، وذلك على يد كبير المستشارين د.محمود مرزوق الذي بقلبه الكبير وتعامله الراقي وأسلوبه المهذب مع المرضى يخفف عنهم الكثير من الألم منذ اللحظة الأولى من تعاملهم معه فضلا عن انه يعد البلسم الشافي فلقد رعى والدتي واشرف على معالجتها، ولم تخل هذه الرعاية من طاقم الجناح وعلى رأسهم د.هدى الضبيب ود.شيماء الكندري ورئيسة الممرضات سايرة سلطان والطاقم الطبي والتمريضي كافة فلقد كانوا مثالا ناصعا للعمل الطبي وقدموا الرعاية الطبية الكاملة ليس لوالدتي فقط وانما لجميع المرضى في شكل يدعو للفخر والاعتزاز بهذه الجهود.
ويبقى هذا المستشفى رغم قلة الدعم ومرور كل تلك الأعوام على إنشائه المحطة التي لابد من المرور بها لتخفيف الآلام والأوجاع لدى كل من يقصده، وطوال عشرة ايام هي مدة بقاء والدتي به لم أشاهد ما كنت اسمع عنه من تردي الأوضاع الصحية وتأخر استجابة الطاقم الطبي عند النداء والأخطاء التي تروى هنا وهناك، فلقد وقفت على دقة العمل والمتابعة الحثيثة للمرضى والرعاية الكاملة التي تأتي من المسؤولية، فكل الشكر للرجل الذي يقف وراء هذا الجهد وهذا العمل المخلص وهو د.سعود الدرعة ولا يسعني في هذا المقام الا ان اتقدم بالشكر لكل من سأل وتمنى الشفاء لوالدتي العزيزة. كتب الله الشفاء لكل مرضانا.