موسى المطيري
فرض شهر رمضان المبارك اجواءه الرمضانية التي تتميز بالتآلف والتراحم والتواصل، الا ان الاجواء السياسية التي تمر بها البلاد هذه الايام تصر على الارتفاع بوتيرة تعلو اجواء رمضان.
فلقد اعلنت غير كتلة سياسية عن اعدادها لصحيفة استجواب، وتحرك غير نائب للمطالبة بجلسة استباقية لجلسة افتتاح دور الانعقاد المقبل، وهناك نواب يراقبون جهاز التلفزيون ويتصيدون المسلسلات للتصريح عن رفضهم لعرض هذا المسلسل او ذاك، وآخرون تفرغوا لملاحقة اصناف السلع في الجمعيات التعاونية، وبدأوا يخرجون علينا بتصاريح مثل ان الفول في الجمعية الفلانية اغلى من العدس في الجمعية الاخرى، فاختلفوا وأفسدوا علينا الاستمتاع بهذه الاجواء الرمضانية التي تتطلب الهدوء والسعي للتواصل والبحث عن المزيد من الحسنات في ايام مباركة لا تأتي الا شهرا واحدا في السنة.
فياليت نواب الامة سعوا وجمعوا جهودهم لزيادة رواتب الموظفين، بل يا ليتهم سعوا لمتابعة ملفات العلاج بالخارج والخدمات الصحية والتعليمية وكذلك الامنية والتي تعتبر اهم من سعر «الفول»، بل هناك من القضايا ما هو اهم وادهى، وهو الارتفاع غير المعقول لاسعار العقار في الكويت والذي، برأيي، بلغ حدا تجاوزت فيه الكويت كل دول العالم بسعر المتر الواحد، فياليت الاعضاء تابعوا هذا الارتفاع وتابعوا كذلك طوابير الاسكان وحالات الانتظار التي أجلت لسنوات، حيث مازال من يملك طلبا من عام 1992 ينتظر دوره في السكن.
هناك قضايا مهمة وهناك قضايا أهم، ولهذا لا بد ان نجنح للغة السلم والبحث عن اقصر الطرق للحل المؤدي الى نتائج وليس البحث عن الاثارة فقط وخلق ازمات متتالية، فالبلد تأخر كثيرا وفاته قطار التقدم ونحن الى الآن نواجه ازمة كهرباء وازمة امطار واختناقات مرورية.