التقيت قبل أيام بزملاء صحافيين من دول الخليج، حيث كانت من الجلسات التي دارت بها جميع المواضيع التي كان أهمها أن قام الزملاء كل يعدد ما وصلت له دولته من إنجازات ملموسة، حيث افتخر الإماراتي بالنهضة العمرانية في كل المجالات، والإمارات المختلفة، وتفاخر أيضا بتنظيم دبي لمعرض اكسبو العالمي، ثم تحدث القطري متفاخرا بتنظيم الدوحة لمونديال كأس العالم، إضافة للتطور العمراني والبشري في دولته، وراح السعودي يتفاخر بالإنجازات الرياضية وبناء ستاد الجوهرة الرياضي وإقرار بناء 11 ستادا رياضيا أخرى، ثم البحريني، ثم العماني، وطوال حديثهم كنت حبيس التفكير والتساؤل: بماذا أفتخر يا وطني، أبالديموقراطية المنقوصة؟ أم بالمعارضة المهلهلة؟ أم بمجلس الأمة الحالي الذي لا نعرف نصف أسماء أعضائه؟ أم عليّ أن أتفاخر ببناء ستاد جابر الدولي الذي لم يفتتح حتى الآن؟ أم بمطارنا الدولي الذي بني من 50 عاما ولايزال إذا انهمر المطر «يخر»، وإذا جاء الغبار تكتم الأنفاس داخله؟ أم علي أن أتحدث عن طوابير الإسكان أو المستشفيات المتواضعة؟ أم زحمة الشوارع؟ أم بماذا أفتخر بك يا وطني؟ نعم نحبك ونراك أعلى الأوطان وأغلاها، لكن هناك من يعمل على تأخر مسيرتك، وتوقف تنميتك وتثبيط عزيمة أبنائك، وحقيقة الأمر أنه عندما جاء دوري في تعديد ما في وطني قلت إننا في الكويت نفتخر بتلاحم الشعب والنسيج الاجتماعي وإننا الشعب الكويتي ـ وهذا هو الأهم ـ يقود الحكومة وليس العكس.
ولكن من داخلي زادت الحسرة على وضع بلدي وتمنيت أن تكون الكويت أفضل حالا مما هي عليه الآن.