قال كثير من خبراء الإدارة إن النجاح والتفوق يحدث عندما تكون إدارتك مختلفة عمن سبقوك، والاختلاف ليس شكلا بل مضمونا عبر اتخاذ قرارات لم يجرؤ سابقوك على اتخاذها حتى لو كانت بعيدة عن السائد عرفا أو أنها ستغضب البعض أن كانت الغاية المصلحة العامة.
وزير الصحة د.جمال الحربي ليس أول وزير مر على وزارة الصحة وبالتأكيد لن يكون الأخير، ولكن هناك من يترك أثرا وعملا تتذكره الأجيال وتشيد به، وهناك من يترك غضبا وسخطا ودمارا لن تخفيه الأقلام فكل يد بما كسبت رهينه.
وزير الصحة د.جمال الحربي بدأ في الاتجاه الصحيح لمواقع الخلل والهدر في الوزارة دون أي اهتمام أو اكتراث للمصاعب التي قد تواجهه لأن غايته الإصلاح بتطهير واقتلاع مكامن الفساد والهدر المالي الذي كانت تعاني منه وزارة الصحة داخليا وخارجيا.
الحربي تسلح بمعرفته بخفايا وزارته وسنواته الطويلة بين أروقتها وانطلق بخطة لنقل المؤسسة المريضة جسديا وبدأ بتنفيذ خطة الدولة بالترشيد عبر البوابة الأكثر استهلاكا للمال والجهد، وهم الوافدون بإصداره قرار رفع رسوم الاستفادة من الخدمات الصحية فمثل هذا القرار سيساهم بتقنين الخدمات ويقلل المصاريف لتتجه للمستحقين.
قرار رفع رسوم الخدمات الصحية الذي طال انتظاره يحتاج دعم ومساندة إعلامية توضح أسباب وفوائد مثل هذا القرار الجريء وانعكاسه الإيجابي على نوعية وجودة الخدمات الصحية الحكومية.
قرار رفع رسوم الخدمات الصحية حتى تكتمل الغاية منه ينتظر دعما برلمانيا بإقرار تشريع يلزم رب العمل بالتأمين الصحي علي جميع العمالة حتى لا يظلم الوافد ذو الدخل البسيط.
د.جمال الحربي أكمل وأتم مسيرتك فبواكير قيادتك لوزارة الصحة تدعوا للتفاؤل لأننا نحسبك مخلصا للوطن بدأ بخطواته الأولى لهدم قلاع المحسوبية التي استوطنت جسد المؤسسة الصحية كما ننتظر خطوتك المقبلة بإبعاد كل معطل مؤخر مستفيد من بقاء الحال المتردية لخدماتنا الصحية متمنيا ألا تتأثر بالضغوط.
* الزبدة: إذا وليت أمرا أو منصبا فأبعد عنك الأشرار فإن جميع عيوبهم منسوبة إليك.
[email protected]