الكرم خلق عظيم يفاخر به من يملكه ويفعله بما يبذله من مال وعطاء حتى يشيع اسمه في مجتمعه ولنا في أشهر كرماء الجاهلية حاتم الطائي خير مثال الذي شاع اسمه حتى اصبح مضربا للمثل في الكرم والعطاء.
وفي زمن ليس ببعيد كان هناك رجال خلدهم التاريخ لما بذلوه من كرم وسخاء في حق الناس منهم نذكر الشيخ جدعان بن المهيد من قبيلة «عنزة» والشيخ عبدالكريم الجربا من قبيلة «شمر» والأمير زيد بن سلامة الخشيم من قبيلة «بني خالد» ومنهم ولي العهد السعودي المغفور له بإذن الله الأمير سلطان بن عبدالعزيز «امير العطاء» والمغفور لهم «صبيح براك الصبيح» و«هلال فجحان المطيري» و«عبدالله عبداللطيف العثمان» والنوخذة «مبارك المباركي».
أسماء ذهبت إلى ربها نسأل الله لها الجنة لكنها خلدت لتتذكرهم الأجيال بما بذلوا من عطاء فكانت مكافأتهم ان سطرت اسماؤهم في صدر صفحات التاريخ بما قدموه من سخاء وجود من مال «عزيز النفس».
اليوم في ظل الخير الكثير والمال الوفير الذي انعمه الله علينا في بلادنا الخليجية تحت قيادات حكيمة وكريمة في عطائها لشعوبها تبذل للقريب ولا تنسى البعيد، لا يميز الكريم عن البخيل إلا عندما تجور الدنيا عندها فقط تعرف السخي من الشحيح فتظهر معادن الرجال وجيناتهم وعاداتهم فمن كان كريما اقدم وبذل ومن كان أخا البخل تخاذل ومنع من ماله الذي رزقه الله وأعطاه.
أهل الكرم والبذل والجود والعطاء يحبهم الله ورسوله ويحبهم الناس، فهؤلاء يبذلون من مالهم بركة وتطهيرا وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكرم والبخل «ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان، فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفا، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكا تلفا».
الزبدة:
ذكرنا بعد غيبته كريما
وليس يغيب الموت الكريما
وها هو بعد أن مرت سنون
نراه بكل ناحية مقيما
[email protected]