يقف الإنسان عاجزا عن التعبير عما يجول في نفسه أو يدور في خاطره عندما يتحدث عن رجل بقامة وقيمة الشيخ خالد الأحمد الجابر الصباح الذي انتقل الى جوار ربه بعد رحلة عطاء ممتدة بذل فيها الكثير وضحى خلالها بالغالي والنفيس والوقت والجهد كي يرى الكويت دولة عصرية قوية كما كان يحلم بها أبناء جيله.
فقد كان المغفور له بإذن الله تعالى المرحوم الشيخ خالد الأحمد، طيب الله ثراه، رجلا من رجالات الكويت الأوفياء وابنا من أبنائها المخلصين حمل مسؤولية العمل السياسي في مرحلة دقيقة ومهمة من تاريخ الكويت، مرحلة العمل والكفاح من أجل بناء الدولة، فكان على قدر المسؤولية وعلى مستوى المرحلة، وكان مثالا للبذل والعطاء والتفاني في العمل.
تحمل الفقيد الراحل، اسكنه الله فسيح جناته، المسؤولية في ريعان شبابه عندما تسلم مهام رئاسة الديوان الأميري عند تأسيسه في مطلع الستينيات ثم وزيرا لشؤون الديوان الأميري عام 1978 فقام بتأسيس إداراته المختلفة وأرسى قواعد ونظام العمل فيه حتى يكون على مستوى تلك المرحلة التي شهدت انطلاق مسيرة النهضة في الكويت واستمر في عمله بالديوان خلال حكم ثلاثة من أمراء الكويت الذين قادوا هذه المسيرة الشيخ عبدالله السالم الصباح والشيخ صباح السالم الصباح والشيخ جابر الأحمد الصباح، تغمدهم الله بواسع رحمته.
لقد كان المرحوم خالد الأحمد، طيب الله ثراه، خلال هذه الرحلة شاهدا على كل الانجازات الكبيرة التي تحققت في الكويت وكان مساهما بجهده وعطائه وعمله في تحقيقها.
كان يعمل في صمت وبعيدا عن الأضواء فقدم خدمات جليلة للكويت وترك بصمات خالدة من خلال القواعد والأسس التي أرسى دعائمها في الديوان الأميري مازالت هديا ونبراسا للعاملين به.
لقد اكتسب، طيب الله ثراه، خبرة كبيرة خلال عمله مع ثلاثة من قادة الكويت العظماء الذين تحلوا بالحكمة والحنكة فتميز بالدقة في العمل والتفاني في العطاء وجمع بين الحزم وطيبة القلب وصفاء النفس.
وعرف عنه ثبات الموقف وسداد الرأي وحب الكويت التي كانت دائما في قلبه وعقله وخاطره.
رحم الله الوالد المغفور له الشيخ خالد الأحمد الجابر الصباح وأسكنه فسيح جناته فقد كان رمزا خالدا من رموز الأسرة والكويت وسيبقى دائما في ذاكرة ابنائها المخلصين. (إنا لله وإنا إليه راجعون)