من المضحك أن تنطلي علينا كذبة «داعش» ومن الجهل أن نعتقد أن ما آلت إليه الأحداث في العراق هو من صنع القوة الخارقة «داعش»، بل إن مؤشرات الساحة السياسية والأحداث الإقليمية تشير إلى أن «داعش» ما هي إلا صناعة استخباراتية لدول حلف المصالح المشتركة استخدموها كأداة لنشر القلاقل وبث الرعب في قلوب الشعوب العربية بعد فشل مخطط الربيع العربي المزعوم وسقوط أدواته وانكشافهم، والغاية من هذا كله هو تحقيق خارطة الشرق الأوسط الجديد والتي أعدها العراب الصهيوني «برنارد لويس» وهو أعدى أعداء الإسلام على وجه الأرض لتقطيع الدول العربية لمصلحة المد اليهودي من الفرات إلى النيل. ابتدع برنارد لويس للغزو مبرراته وأهدافه التي ضمنها في مقولات «صراع الحضارات» و«الإرهاب الإسلامي»، ويقول برنارد لويس «إن من الضروري إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلى وحدات عشائرية وطائفية ولا داعي لمراعاة خواطرهم ولا مانع عند إعادة احتلالهم أن تكون مهمتنا المعلنة هي تدريب شعوب المنطقة على الحياة الديموقراطية، ولكن في واقع الأمر هو السيطرة عليهم وقمعهم والحل السليم للتعامل معهم هو إعادة احتلالهم واستعمارهم وتدمير ثقافتهم الدينية وتطبيقاتها الاجتماعية».
لذلك نشاهد اليوم بعد سقوط المخطط اليهودي المسمى بالربيع العربي عودة نشاط الحوثيين بقوة تزامنا مع ظهور ما يسمى بداعش برعاية ودعم مخطط استخباراتي عالمي وتزويدهم بالسلاح والتدريب والعتاد والخطط القتالية والهجومية والدفاعية لإحكام السيطرة ولتقطيع اليمن والعراق وليصبحوا كماشة تخنق دول الخليج العربي من الشمال والجنوب، وأصبح لزاما على دول الخليج الاتحاد الدفاعي والأمني لمواجهة المخطط الصهيوني لبرنارد لويس وبريجنسكي وحلفائه العملاء والذي يخدم السيطرة الاقتصادية للماسونية والمد اليهودي الكبير، وذلك من خلال تفكيك دول العالم العربي والتحكم في بثرواتهم النفطية.
لذلك سعى المخطط اليهودي بما يسمى بالربيع العربي بتقويض الدول العربية من الداخل من خلال هدم عدة أمور مهمة بالمجتمعات العربية وهو هدم القيم الإنسانية الإسلامية والطعن والتشكيك في الآخرين والاستهزاء بالقدوات والتفكك الأسري والمجتمعي والاستهتار بمؤسسات الدول والتشكيك في قدراتها وبمنتسبيها.
يقول أحد المستشرقين:
إذا أردت أن تهدم حضارة أمه فهناك وسائل ثلاث هي:
1- اهدم الأسرة
2- اهدم التعليم.
3- أسقط القدوات والمرجعيات.
وهذا ما فعله مخطط اليهود بالربيع العربي من خلال تدريب بعض الشباب من خلال عملائهم بالأكاديميات التي تتسمى بالتغيير والنهضة والقيادة أسماء ظاهرها جميل وفي باطنها الخيانة والأفكار المسمومة.
لذلك يستوجب على جميع الدول العربية أن تقوم بإصلاح شامل للمناهج التعليمية، ووضع دراسة متكاملة للإعلام والمحاضرات التوعوية وغرس مفهوم المواطنة ونشر الدين الإسلامي الوسطي بمفهومة الرائع لمواجهة المخطط الصهيوني الحالي الذي طالما سعى لتشويه صورة الإسلام الحقيقي بإلصاق مصطلح الإرهاب به من خلال أدعياء الإسلام والمرتزقة والمغرر بهم.
[email protected]
nasser_p7@