ناصر العنزي ـ الدوحة
المنتخب خذلنا، لم يحقق ما كنا نتطلع إليه في بلوغ الأدوار المتقدمة للبطولة بعدما خسر مبارياته وعاد امس إلى الكويت بصورة مغايرة تماما لعودته من اليمن في ديسمبر الماضي، ولكن هل يجب علينا أن نقطع أوصاله ونقسو عليه؟! أبدا لا يمكن ان نحكم عليه بالأشغال الشاقة لمجرد انه لم يوفق في بطولة فهؤلاء اللاعبون هم الذين حققوا بطولتي غرب آسيا وكأس الخليج ومدربهم غوران، علينا أن نصارحهم ونكاشفهم بأنهم أخطأوا في المباريات الـ 3 وعليهم ان يصححوا أخطاءهم ويتعلموا منها، علينا أن نقول للحارس نواف الخالدي مستواك تراجع عن ذي قبل، ونقول للمدافع مساعد ندا صحيح انك تعرضت للضرب في المباراة الأولى أمام الصين إلا انه كان عليك ألا ترد بمثل ما قام به اللاعب الصيني بعد أن بلغت من الخبرة مبلغا كبيرا، علينا ان نقول لكل المهاجمين «لم تكونوا كما كنا نظن»، نعم هذه الأمور من أجل إصلاح الاعوجاج وليس من أجل النقد الاستعراضي أو تشفيا في اللاعبين.
نقول للمدرب غوران توفاريتش: أخطأت في قراءتك الفنية ووضع التشكيلة المناسبة في بعض المباريات وتدوير المراكز أثناء اللعب، وفي المباراة الأخيرة أمام قطر انكشف خط الوسط أمام الهجمات القطرية وخسرنا المباراة منذ الشوط الأول، ولا شك ان المدرب استفاد من المشاركة في هذه البطولة لتصحيح أخطاء فريقه قبل الدخول في الاستحقاقات المقبلة، ولا ينكر احد جهود غوران في تطوير مستوى منتخبنا، ولنعتبر هذه البطولة «كبوة» من أجل تصحيح الأوضاع ولكن لن تقبل الجماهير منك يا غوران خسائر أخرى مثل هذه، وعلينا جميعا أن ننسى هذه البطولة بعد أن نبحث في أسبابها وانسب الطرق لعلاج سلبياتها.
خرجت السعودية قبلنا من المنافسة على اللقب وهي التي تعيش استقرارا فنيا منذ سنوات وودعت الصين مبكرا وهي المنافس القوي في البطولات الآسيوية، وقد تخرج الامارات والعراق من الدور الأول وهذا يدل على أن بطولة آسيا تختلف كثيرا عن كأس الخليج وسبق ان حذرنا من قوة المنافسة هنا بين المنتخبات المشاركة ذات الطبيعة الاحترافية المتكاملة، منتخبنا بذل جهدا وخصوصا في مباراتي الصين وأوزبكستان ولم يكن سيئا وخسر بصعوبة، ولا يمكن أن نطالب اللاعبين «الهواة» بمثل ما يقوم به المحترفون فكل يلعب حسب إمكانياته، نعم نحثهم على الفوز والسعي نحو التألق والمنافسة ولكن يجب أن نقدم ما يضمن لهم النجاح.
في المباراة الأخيرة قابل منتخبنا فريقا من المحترفين البرازيليين والأفارقة في صفوف المنتخب القطري ابتداء من الحارس حتى المهاجم، وهذا لا يقلل من شأن العنابي وهم يقرون بذلك ويقولون انه عصر الاحتراف والتميز ومنتخبنا الأزرق فاز عليه في خليجي 20 وخسر منه في كأس آسيا أمس الأول، وهذه هي الكرة، وسلامتكم.