أصبحنا نعيش في زمن المجهول، وقد يسأل البعض: لماذا؟ وكيف؟ ومتى؟ ومن؟ بل يمكننا أن نضع أمام هذا المجهول جميع أخوات كان وابنة عمتها إن أيضا في جمل وتساؤلات كثيرة خاصة خلال هذه الآونة، ولكن قبل السؤال والطرح ونقطة النظام والتعليقات السلبية والإيجابية على المجهول ومعانيها، لابد أن نتطرق للمعنى أولا وما تحتويه من معان فعلية واسمية أيضا وما يطابقها من أنماط من مجتمعنا:
المجهول هو كلمة أصلها «جهل» بعد حذف أحرف الزيادة، وكلمة جهل تعني في المعجم الوجيز: فلان على غيره جهل، وهذا المعنى يعيشه الكثير منا حيث نجد البعض وهم كثيرون بالفعل يجهلون ما يحدث حولهم من أحداث سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو تعليمية أو صحية أو رياضية وغير ذلك من أمور، بل نجد أن ذلك المعنى تتشعب منه سمتان في كثير من أبناء المجتمع وهما:
الأولى موجودة في البعض الذي لا يبحث ولا يسأل ليتعلم ولو بعض الشيء من المجهول، ويطلق عليهم «الجهلاء» وهؤلاء الشريحة يعدون المؤشر السلبي للمجتمع، حيث انهم فقط يفكرون في المأكل والمشرب والملبس وزيادة الرواتب أما ما يحدث في المجهول وما يمكن أن يحدث لهم منه فلا يشغل عقولهم وتفكيرهم.
الثانية وتتواجد لدى البعض الآخر، وهو الذي قد يبحث ويلهث للمعرفة، ولكنه للأسف عند البحث والعلم لا يفهم من المجهول شيئآ من الطلاسم المبينة أمامه وهنا يطلق على هذا معنى «الجهالة» وتعني في معجم الوجيز: جفا وتسافه والشيء وبه: لم يعرفه.
والنوع الأول لا نقدر على تغييره فهو شريحة لا تريد أن تخترق المجهول وراضية بمعيشتها ولا تريد التغيير، أما النوع الثاني وهو البحث عن المجهول وأسبابه لكن المسببات المعطاة أمامنا لا تجعلنا نقدر أن نبني المستقبل بل تجعلنا نحيا علي الدوام في المجهول مع العلم برفضه ومحاولة التغيير ولكن كيف نقدر أن نغير المجهول ونحن لا نعرف ما هو المستقبل؟ فقط نعيش مستقبلا ورقيا من خلال قرارات ورقية.
كلمة وما تنرد: يقول الشاعر فهد العسكر:
أو بعت وجداني بأسواق النفاق لأكرموني
أو رحت أحرق في الدواوين البخور لأنصفوني
فعرفت ذنبي أن كبشي ليس بالكبش السمين
[email protected]