نرمين الحوطي
كل عام وأنتم والأمة الاسلامية بخير، فبالرغم من صيام الأمة الاسلامية شهر رمضان الكريم والذي يتصف بهدوء النفس والبعد عن الأذى والتقارب والمحبة الا اننا في هذا الشهر الكريم لم نحرم من الاتهامات السياسية وسماع الكوارث الدولية، كنت اتمنى ان يكون شهر هدوء للنفس والعقل، شهرا لكل منا يعيد فيه التفكير في كل شيء، وان يكون اعادة حسابات للذات، وما اجمل ان يعيد الانسان حساباته في صفاء الذهن وصفاء الروح، فعندما يقترب الانسان من الله يجد انه لا شيء يبقى غير السيرة الحسنة والعمل الحسن، ولكني اتعجب من البعض الذين يقومون بالقسم باسم الله كذبا والقيام بالمؤتمرات ضد البعض الآخر للاطاحة بهم بدلا من التسامح، وكثرة الكلام بدلا من كثرة قراءة القرآن، والعزائم والغبقات، انا لست ضد هذه الغبقات، ولكن هذا الشهر ما هو الا شهر طاعة وتطهير للنفس والصدقات والزكاة، الهي يا من تسمع شكوى كل مظلوم وكل محتاج وكل مريض، انزل الرحمة في قلوبنا وطهر ألسنتنا من الكذب والتكفير، الهي يا رحيم ويا رحمن ارحمنا برحمتك وانزع منا الحسد والغيرة والحقد، انثر المحبة بين البشر، وأطعم فم كل مسكين محتاج، واشف كل مريض لا يقدر على العلاج، ارحمنا برحمتك يا عزيز يا ودود، اللهم ارحم الامة الاسلامية، وأغن كل انسان نادى باسمك عز وجل، وأنصف كل مظلوم، وارحم واهد كل ظالم جبار، وأكرم كل فقير محتاج، لم يبق لنا الا الدعاء اليك يا ارحم الراحمين.
يطلبون منا محاربة الفساد وعندما نتكلم او نكتب نتهم نحن بالفساد، يحثون على الترابط والتماسك وعندما نسعى الى ذلك يتهموننا بالفتن والتفكيك بل نصبح اعداء لهم، ان الامة الاسلامية لن تتقدم الا بعد ان تتفق على كلمة واحدة، ان كل فتوحاتنا الاسلامية بدأت بكلمة، والكلمة موقف وتحتاج الى الاصرار عليها دون التفكير بأي مصالح شخصية، فعندما فكر صلاح الدين الايوبي بمحاربة الصليبيين كانت انتصاراته قاعدتها اعلاء كلمة لا إله إلا الله ونشر الاسلام، وعندما فكر احد اعوانه بالفتنة والخيانة والمصالح الشخصية ذهبت منهم عكا، ان الكلمة هي اساس الكون، فدعوتي الى كل من يقرأ مقالتي ان يعلم ما معنى الكلمة وكيف التمسك بها، وعندما يحدث هذا فإن كثيرا من الامور والاشياء ستتغير، وتقبل الله طاعتكم وأثابكم على زكاتكم وصدقاتكم.