نرمين الحوطي
«في اليوم الذي لا تواجه فيه أية مشاكل، تأكد أنك في الطريق غير الصحيح»
سوامي فيفيكاناندا
قد يتساءل البعض عندما يقرأ عنوان هذا المقال ماذا أعني بكرسي رقم 41؟ والبعض الآخر يسأل لماذا 41 وليس عددا آخر؟ ومن هذا وذاك مقالتي اليوم ليس للترويج عن كرسي جديد نزل في السوق، وليس حديثنا اليوم عن التعذيب السياسي وكيفية استخدام الكرسي من خلاله، موضوعنا اليوم يا سادة يا كرام عن بعض الكراسي التي للأسف يجلس عليها بعض المسؤولين ولا تكون مقاسهم وهنا تكون المشكلة ومن هنا أبدأ مقالتي معكم.
المشكلة ليست في الرقم 41 أو 44، المشكلة هي الكرسي، يوجد البعض وليس الكل يجلسون على الكراسي بطرق قد تكون معلومة لدينا وطرق أخرى لا تعلمها إلا الأيادي الخفية التي أوصلتهم إلى هذا الكرسي، المراد.. هذا ليس محور حديثنا لأنهم يعلمون كيف وصلوا للكرسي، المهم والأهم لنا أن هؤلاء ممن نتحدث عنهم اليوم وأعنيهم في مقالتي عندما يجلسون على الكراسي ويمسكون بمفاتيح الأمر والنهي من خلال كراسيهم، يأخذون بقلمهم بتوقيعات على قرارات دون دراسة أو مشورة من ذوي الرأي، وتكون هذه القرارات ما هي إلا الطريق إلى التخريب والتدمير، وللأسف الشديد أنهم يعلمون أن ما يفعلونه خطأ، فقط يقومون بذلك لإشباع ذاتهم بأنهم أصبحوا ذا سلطة «أتقولون عيال فقر ما شافوا خير»، المضحك والمحزن في نفس الوقت أن هؤلاء يعلمون أنهم غير أكفاء لهذا المكان، ولكن الكرسي يعميهم كليا عن هذه الحقيقة المحزنة «مو قلنا لكم الكرسي كبير على مقاسكم».
الأغرب من هذا وذاك أن هؤلاء ممن نتحدث عنهم اليوم نجدهم في هذه الفترة يقومون بتقديم تصريحات صحافية وأخبار إعلامية فحواها الوعود القاطعة والجازمة بأن مشاكل منصبهم ستحل العام القادم، كما أن هذه التصريحات ما هي إلا رجاء من المرشحين لمجلس الأمة ألا يتناولوهم وأن يكونوا محاور في خطاباتهم الانتخابية وألا يتطرقوا لفضائحهم التي يوميا نقرأها ونشاهدها في الإعلام الكويتي، بل أعتقد أن هذه التصريحات لهؤلاء المسؤولين المقصودين في مقالتي يترجون أيضا من السلطة العليا أن تجعلهم باقين في مراكزهم على وعود زائفة لأننا سمعناها وقرأناها منهم كثيرا «بس وين يقعدون كل ما يرقعونها تفلت منهم»، ومن هنا أناشد كل مرشح وكل ذي سلطة أن يعزل هؤلاء الـ 41 من كراسيهم، لأننا بالفعل شبعنا وتذمرنا من وعودهم، فإذا كان الله عز وجل في كل يوم يكشفهم لنا بمصيبة وفضيحة فلماذا أنتم مصممون عليهم؟!