كلمة تعني الكثير من المعاني التي جميعها تنصب في كلمة واحدة «التزام»، في هذا الزمن أصبحنا نفتقر إلى معاني الوعد والعهد والالتزام في كل شيء في حياتنا اليومية، اما بالأمس البعيد فكانت مجتمعاتنا عندما يقوم الفرد بالتعهد على نفسه بأن يلتزم بفعل ما مهما كانت نتائجه وعواقبه حيث إننا كنا نسمع من روايات أجدادنا بأن الفرد كان يوفي بعهده ووعده مع من التزم أمامه بذلك، تلك كانت مجتمعاتنا في الماضي لا تحتاج عقودا ولا مواثيق ولا شهودا فقط احترام «الكلمة» والتزام بها أمام الله عز وجل، ولكن اليوم أصبحت الوعود ما هي إلا وعود كاذبة تقال من أجل الهروب من الموقف أو أخذ الغاية من الشيء ومن ثم عندما تواجه من عاهد ووعد بالتزام ما يكون الرد «سامحني أنت عارف الظروف فما قدرت أو ما وعدت».
فالاسف على كل من التزم بوعد وعهد ولم يقم بهما، رسالتي اليوم أتت من سطور كثيرة وليست قليلة من أفراد بعثوا بها إلي عبر البريد الإلكتروني عندما قمت بقراءتها وجدتها جميعها تنصب في موضوع واحد وهو «الوعد» وعدم الالتزام به بين الطرفين، بعيدا عن الحيثيات والخصوصية لبعض المواضيع إلا أنني اندهش من بعض الشخصيات الرئيسية في قصص قرائي بأنهم أعطوا الوعود واقسموا بأن يلتزموا بها للشخصيات المضادة لهم، ومن ثم ومع اختلاف الروايات وتصارع الحبكات الدرامية للروايات التي قمت بقراءتها نجد أبطال روايتنا مع اختلاف الأحداث جميعهم قاموا بإعطاء الوعد والعهد بالالتزام ومن ثم نقضوا العهد بعدما وصلوا لرغبتهم، ومن ثم كانت جملة النهاية لأغلب الروايات التي قمت بقراءتها «أنا لم أعدك بشيء»!
بعيدا عن القصص والروايات إلا أننا بالفعل أصبحنا في تلك الآونة نفتقد في مجتمعاتنا معنى الالتزام ليس فقط على الصعيد الشخصي بل على جميع الأصعدة في حياتنا اليومية، أصبحنا نلهث على الوعود والعهود في أروقة مجتمعاتنا إلى أن أصبح الوعد سرابا نفتقد حروفه سواء كان في البيت أو المدرسة أو العمل أو العلاقات الشخصية حتى أصبحت مجتمعات تفتقد معنى promise.
٭ مسك الختام: لكل من عاهد ونقض وعده تذكروا قول الله عز وجل: ( وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلَا تَنقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ. سورة النحل آية- 91).
[email protected]