بعيدا عن قضية الإرهاب وما يقوم به الإرهابيون من مذابح باسم الإسلام، مع العلم بأن الإسلام بريء منهم ومما يقومون به من عمليات إرهابية تشوه الدين الإسلامي، لأن الإسلام هو دين السلام والعفو، ولن أخوض في تفسيرات عن دين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، ولن أخوض أيضا في الفقه وتشريعات لا أجيد الكثير من بحور معرفتها، ولكن عند عودتي من نيويورك رأيت صورة جعلتني أتساءل اليوم: لماذا فقط البوركيني؟
في مساء يوم الاثنين الماضي ذهبت إلى مطار جون كنيدي للعودة إلى الكويت وعند الدخول متجهة إلى شركة الطيران التي سأسافر عليها لإنهاء إجراءات السفر وجدت وفدا يتراوح بين 30 و40 شخصا جميعهم يرتدون قبعات كبيرة سوداء، وعندما دققت النظر عرفت من الزي وطول الشعر أنهم «حاخامات».
وهنا تساءلت: لماذا يسمح لهم ولا يسمح لنا؟! مع العلم بأن ارتداء ذلك الزي في الديانة اليهودية في شرعهم يدل على الالتزام الديني عندهم، مثلهم مثل أي عقيدة سماوية أنزلت ليس فقط الإسلام، فالمرأة في ديننا الحنيف عندما تنتقب فذلك دليل على التزامها دينيا، وكما قلت في بادئ سطور مقالنا فإنني لن أخوض في بحور الدين والشرع والفقه لأن ذلك له أصحابه، ولكن قضيتنا اليوم ما هي إلا كلمات مرسلة لمن قاموا بمنع النقاب ولم يمنعوا اصحاب الديانات السماوية الأخرى من ارتداء ملابس الالتزام الديني لديهم!
قد يقول البعض إن جميع القضايا الإرهابية تقوم باسم الدين الإسلامي، وقد يشير البعض إلى أن النقاب يثير الفزع لدى الآخرين، وان كان البعض ينظر بفزع الى النقاب فإنه يوجد ايضا من يخاف عندما يشاهد «حاخامات».
مسك الختام: من الممكن أن تجد الدول والنظم الكثير من الطرق والسبل لمنع الإرهاب، فالإرهاب لا يمنع بالزي ولا بالشكل، وإنما يمنع من أساسه.
[email protected]