نهاد العبدالله
لا يمر عليّ يوم إلا وأمضي بعضا من الوقت في أحد المقاهي المنتشرة على طول البلاد وعرضها، والتي تقدم أكواب القهوة الأميركية ومأكولات خفيفة وحلويات.
ولا أدري سر ولعنا بارتياد مثل هذه المقاهي، ليس في الكويت فحسب وإنما في كل الدول التي نقوم بزيارتها، فمثل هذه المقاهي أصبحت علامة مميزة، وتتنافس فيما بينها لكسب اكبر عدد من الرواد وشاربي القهوة سريعة الإعداد.
على اي حال جلسنا نحن مجموعة من الاصدقاء في احد هذه المقاهي نحتسي قهوتنا «سعر الكوب أغلى من سعر علبة قهوة تباع في الجمعيات التعاونية»، ونتبادل أطراف الحديث في شؤون وشجون العمل، بكل ما يحمل من ايجابيات وسلبيات.
ونحن على هذا الحال لابد ان نسترق السمع لما يدور حولنا، ويقوله الجالسون بالقرب منا، وهذا الأمر لا نتميز به وحدنا، وإنما هي ظاهرة منتشرة في كل مقاهي العالم بما فيها العالم الثالث!
يسأل أحدهم عن برنامج تعرضه إحدى القنوات الفضائية وما دار فيه من حوار بين ضيوف الحلقة وهن مجموعة من النسوة، وكان حول مآخذ المرأة على الرجل الشرقي، ولماذا تتذمر الكثيرات من النسوة من الرجل الشرقي؟
وقد انبرى واحد من بين الحضور وهو في حال تحمس جارف فأجاب بقوله: تكمن مشكلة المرأة الشرقية في الرجل انها تود ان يكون الرجل طوع أمرها، لا يرد لها طلبا، ولا يرفض لها مكسبا، ولا يكون بخيلا عليها، ويشتري لها ما تريد وترغب اسوة بالنساء الأخريات، هذا بالاضافة الى انه لا يحق له سؤالها الى اين ذهبت ومع من جالت في الاسواق والمتاجر، كما تريده ان يتقبل ما تعده له مدبرة المنزل من طعام دون اعتراض لا لشيء الا لكونها امرأة عاملة، مرهقة من العمل وتدريس الأبناء.
وهنا قاطعه أحد الحضور وسأله: ما وجه الاختلاف بين رأي المرأة في الرجل الشرقي وبالعكس؟
فكان الجواب كلاهما على نفس المنوال، وكلاهما فيه الصالح والطالح، وتبقى الحياة ماضية بكل حلوها ومرها، ولا يهدأ الاثنان من التعبير عن الملل الا بعدما يبلغان من العمر عتيا، شرقيين كانوا او غربيين، فهذه سنة الحياة.