إن أكثر ما يحير المراقب للشأن السوري هو السكوت الرهيب الذي يخيم على المشهد العالمي تجاه هذه القضية التي باتت جرحا نازفا في جسد الأمة العربية والإسلامية، بل وفي ضمير العالم الحر الذي يدعي الوقوف إلى جانب الإنسان وحقوقه وحريته في تقرير مصيره واختيار من يحكمه.
هذا الصمت المطبق يدعو للتساؤل مجددا عن السبب الحقيقي للسكوت، ترى ماذا فعل الأسد للعالم ليسكت عن جرائم الإبادة التي يرتكبها بحق السوريين؟
وإذا كان العالم اليوم يمارس دور النفاق الواضح والصريح تجاه الثورة السورية، فلا نستغرب إذا ما وجدنا من العالم غدا من يعترف بانتخابات الأسد التي تعتبر أغرب وأكثر انتخابات في عمر الديموقراطيات المعاصرة ذلك أنها ممزوجة بالدم والتشريد والدمار.
ان الوضع الإنساني للسوريين في الداخل وهم يرزحون تحت القصف براجمات الصواريخ والبراميل المتفجرة يستدعي ليس التعاطف فحسب، فما عاد التعاطف يكفي، بل لابد من دعم فصائل المقاومة والجيش الحر فعليا بالسلاح اللازم لإسقاط هذا النظام المجرم.
كما أن الوضع الإنساني للاجئين السوريين في الخارج لا يقل سوءا، وذلك لأنهم في أمس الحاجة لمزيد من المساعدات، ولكنهم بحاجة لعودتهم إلى ديارهم أكثر، للخروج من هذا الوضع المأساوي الذي آلت إليه أحوالهم.
تبقى الثورة السورية بكل تفاصيلها صرخة مدوية في وجه الضمير العربي والعالمي، علها توقظه من سباته أو تحيي مواته.