سعد الحرمل
الكثير منا سمع تلك العبارة في ذلك الاعلان التجاري عن امواس الحلاقة والذي يؤديه لاعب المنتخب السعودي ياسر القحطاني، ولا غرابة في ذلك فالقحطاني انسان استغل شهرته ليستفيد منها ماديا شأنه في ذلك شأن جميع المشاهير على وجه تلك البسيطة، ولسنا هنا بصدد الحديث عن الاعلان أو عن ياسر ومكاسبه المادية ولكننا بصدد الحديث عن ملابسات ذلك الاعلان، وكما يعلم الجميع فإن أمواس الحلاقة تستخدم غالبا في عالمنا العربي لحلاقة الذقن أو اللحية ان صح التعبير، والشارب أحيانا خاصة عند بعض الشباب (الكول)، لأن الغالبية ترى الشارب خطا أحمر لا يمكن بأي حال من الاحوال تخطيه، أما اللحية فطريقك زراعي وإشارتك خضراء بالرغم من كون حلاقتها تعد معصية ومخالفة للشرع إلا أن الكثيرين لا يترددون في حلقها وأنا أولهم، نسأل الله العافية والسلامة لنا ولجميع المسلمين.
مرة اخرى أؤكد لا يهمنا الاعلان ولكن ما يهمنا هو الجدل الذي ثار حول شرعية هذا الاعلان خاصة في دولة تقيم شرع الله كالمملكة العربية السعودية مما حدا باللاعب ياسر القحطاني على اللجوء الى د.سلمان فهد العودة ليستفتيه في هذه المسألة بعد ان كثرت الضغوط عليه، وذلك وفقا لما ورد على لسان اللاعب نفسه في مقابلة تلفزيونية، وأظنه، أي ياسر، حصل على مبتغاه حين أفتاه العودة بفتوى ذكرتني بالجملة الشهيرة المتعلقة بالتدخين والتي تقول «حلال بنشربه، حرام بنحرقه»، ففتوى الأخ سلمان العودة لم تكن بعيدة عن تلك، خاصة حين قال لياسر: ان ذلك باب رزق لك، فإذا ما كنت بالإعلان مرر الموسى على الشارب ولا تمرره على لحيتك حتى لا تقع في المحظور.
الله أكبر يا مولانا عظمة على عظمة، لا بالفعل دكتور واستطعت أن توجد المخرج، الغريب في الأمر أنه حين سأله تركي الدخيل في برنامج اضاءات قائلا: الا تجد أن في تحايلا؟ اجاب بالنفي، اذن كيف يكون التحايل يا فضيلة الدكتور، أفدنا أفادك الله. حقيقة أنا لم استغرب هذه الفتوى أو هذا التحايل خاصة في زمننا هذا لوجود مشايخ تفتي حسب الطلب، ولكني استغربت ذلك من د.سلمان العودة الذي اشتهر بتشدده التكفيري وآثر إلا أن يكون متطرفا في جميع القضايا.
فتارة يشدد ويهاجم ويكفر الأمة وحكامها وعلماءها، وتارة أخرى يهون ويسهل و(يتحايل) ويحلل، لا أعلم سبب ذلك التباين في آراء سماحة د.العودة أو التحول من أقصى اليمين الى أقصى اليسار، إلا أني أتمنى له عدم التأرجح والثبات في المنتصف على منهج الوسطية والاعتدال، كما أتمنى عليه توضيح موقفه في فتواه تلك لأني بدأت أفكر في افتتاح صالون لحلاقة اللحى وتهذيب الشوارب.