Note: English translation is not 100% accurate
بأثر رجعي
السبت
2006/12/30
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : سعد الحرمل
سعد الحرمل
مع تقلبات الحياة صعودا وهبوطا (كفانا الله وإياكم شرها)، تتغير أحوال كثيرة وتنقلب من حال إلى حال، ويبقى من له الدوام سبحانه يُغير ولا يَتغير، يصعد معها من حالفه الحظ وصعد، ويهبط من خالفه الحظ وهبط، وفي مقالنا هذا سنتحدث عمن حالفهم الحظ، أما الفريق الآخر فلا نملك سوى الدعاء لهم بتحسن أوضاعهم.
وأما الفريق الأول وهو «فريق بوحظين» الذين فتح الله عليهم ورزقهم من واسع رزقه، فتجدهم ينقسمون لعدة أقسام أيضا سنتحدث عن ثلاثة منها، فقسم يشكر ربه على هذه النعمة، ويسعى للحفاظ عليها وتنميتها بالمتاجرة مع الله من خلال الزكاة ودفع الصدقات ومساعدة المحتاجين وغير ذلك من أوجه الخير المتعددة شكرا وعرفانا لله تعالى، وقسم ثان على النقيض تماما من الأول فتجده يفتن أيما فتنة فيمسك يده ويتشدد في البخل على نفسه ومن حوله حتى يكاد أن يتصدق عليه الناس ظنا منهم أنه شديد الفقر، وذلك النوع من البشر يكون نقمة على من بعده إذا عاش طويلا والعكس صحيح.
أما القسم الثالث وهو من نحن بصدده لكونه يمثل ظاهرة في هذه الأيام، وهو الذي ما ان تهبط عليه الثروة، حتى ينبهر (وتضرب فيوزاته)، فيبدأ بالتفكير بأنه شخص متميز وغير عادي وإلا لما وصل الى ما وصل اليه، ومن ثم يبدأ بتزييف وتزيين تاريخه وتتبع أسلافه والعمل على تلميعهم فردا فردا ليتناسبوا مع الوضع الجديد، وليدلل على انه لم يكن يوما سوى سليل العز والثراء، فإن كان من أهل الحاضرة أو البحر يحاول اقناعك بأن أباه كان أكبر التجار، وأن جده كان من ملاك السفن الكبيرة (نوخذة)، أما إن كان من أهل البادية فإنه يسعى إلى مفاجأتك بأن أباه كان من أكبر تجار الإبل، وأن جده كان فارسا مغوارا، (ما سمعنا عنه)، والهدف من ذلك كله هو البحث عن نقطة انطلاقة لذلك الوضع الجديد، وان كان من الأجدى له ان يعترف بواقعه، ويعتد بأنه كان هو نقطة التحول لمن بعده، وكان مثالا يحتذى به كرجل عصامي بنى نفسه بنفسه، بدلا من البحث عن نقطة انطلاق وهمية بالسابق لوضعه الجديد، وبأساليب غريبة ليكون سليل بيت العز والبطولة، ولكن بأثر رجعي.
اقرأ أيضاً