صالح النغيمش
لقد حذرنا في مقال سابق من مغبة الوقوع في الأنفس المريضة وأشرنا في ذلك الى المقال الذي نشر بتاريخ 24 ديسمبر الماضي تحت عنوان «حتى لا ننجرف» بمعالجة الدولة معالجة حقيقية وركزنا في آخر المقال على التعاضد والتكاتف من الجميع بمن فيهم الحركة الدستورية التي أبت أن تشارك في هذه الحكومة معللة ذلك التوجه بعدم نقاوة الأجواء والتوجهات الحكومية غير الواضحة وكتبت في ذلك المقال «على الجميع زرع أرضية خصبة تتواءم مع الأحداث وتساهم في بناء الدولة، لا أن تتوقعوا بصفة التمني وهذا ما نعانيه في السنوات الأخيرة، فالدولة بحاجة للجميع ولا يجب أن يضع البعض العصا بالدولاب، لذا أتمنى في هذا الجانب اقناع الحركة الدستورية بالمشاركة ليكفينا الله شر الأنفس المريضة ونحقق لبلدنا ما نتمناه ونصبو اليه» انتهى المقال عند هذه الجزئية محذرا من ترك رغبة الحركة في عدم المشاركة مع اننا قد ذكرنا بغرابة هذا التوجه من حزب يعتبر الأكثر تنظيما والأفضل قبل الانفتاح الإعلامي الكبير، حيث كانوا هم الأفضل والأقوى وهم من يقودون الشارع قبل أن تحدث تلك النقلات ابتداء من وزيرهم الأسبق عادل الصبيح وانتهاء بوزيرهم السابق م.محمد العليم الذي شغل حقيبة النفط في التشكيل الحكومي السابق على خلفية قضية الشراكة مع الداو والإعلان عن عدم المشاركة مرورا بالأحداث المتلاحقة والاستجوابات الصورية والقضايا الشعبية التي وقفت ضدها الحركة الدستورية لأمور شرعية تخص أيديولوجيتها ومبتغاها أحيانا ولو عدنا الى لب الموضوع وقرأنا ما بين السطور فسنشعر بحرب قادمة لا محالة وهي حرب البحث عن البطولة حتى ولو متنا بغيظ العدا «علينا وعلى أعدائنا» أي أنهم فعلا قد «وضعوا العصا بالدولاب»، وهذا ما نلاحظه من إعلان الحركة المضي في استجواب سمو رئيس مجلس الوزراء خلال 6 أسابيع بعد رفض مقترحها بالتحقيق في «الداو»، وهذا تجن وظلم كبير وعلينا الارتضاء بصوت الأغلبية ونقبل به معنا أو ضدنا لا أن نرى بعين واحدة ونقفل الأخرى وهذه ليست بطولة ومن المفترض ان تعيها الأمانة العامة لـ «حدس» فهذا النفس غير محبب وإصلاح قاعدتها لا تعالج هكذا، انما تعالج بطرق صحيحة ومدروسة ولابد ان تمد يد العون للحكومة لكي تسير الدولة لا أن تتوقف لمصالح خاصة وضيقة جدا.