أن تفوز رواية كويتية «ساق البامبو» لسعود السنعوسي بجائزة «البوكر» العربية، وأن تترشح أخرى «لا تقصص رؤياك» لعبدالوهاب الحمادي، للجائزة نفسها وتصل الى القائمة الطويلة هي وخمس عشرة رواية أخرى من بين مائة وثمانين رواية، فذلك أمر مفرح وفوق أنه مفرح هو مؤشر إلى ان فن الرواية في الكويت في حال صحية مكتملة ونشطة وحية، وأن هناك من يرصد الحدث في الكويت بفنية واحترافية عالية ويرسم خياله الروائي واقعا جديدا من واقع نعيشه. وهذا هو شأن الرواية، إضفاء صبغة فنية للحدث واستنتاج فني له.
وهذا ما فعله «السنعوسي» في «ساق البامبو»، حيث التفت الى قصة إنسانية طالما تناولتها الصحافة وأحاديث الدواوين والمنتديات والتجمعات، وهي قصة الأبناء الكويتيين لأمهات غير كويتيات، ومن زيجات غير مرضي عنها من قبل أهل الزوج، فيأتي الأبناء ليلاقوا عذاب الحياة وقسوة أهل لم يختاروهم ولكن الأقدار اختارتهم لهم.
بالتأكيد ليس مطلوبا من الروائي وضع حلول واقعية، ولكن دوره استخلاص حالة اجتماعية أو غيرها وإعادة حياكتها بأسلوب روائي قصصي يزيد فيه وعليه ويكثر من كآبة المنظر وسواد الواقع ليصنع واقعا محكيا هو أسوأ من الواقع الحقيقي المعيش، من أجل قرع أجراس في الآذان الصماء، والضمائر الصعب صحوها، لعل وعسى.
«الحمادي» أيضا في «لا تقصص رؤياك» تناول قضية أعم وأشمل وأكثر اتساعا من حيث شمولها الكويتيين عامة، ورافق الحدث السياسي الكويتي في سنواته الأخيرة والصراعات السياسية في الكويت.
إن كان منسوب الرواية في الكويت في تصاعد، فإننا في المقابل نرى انخفاضا في منسوب الشعر، فبعد أن كانت ساحتنا الشعرية الكويتية تعج بعديد الشعراء من الألوان كافة. نجد حقل الشعر قد مَحُل وقَحُل، وتشققت أرضه.
قد لا تكون الصورة هكذا وقد يكون هناك شعراء وأرباب كلمة منبرية ولكن لا توجد ساحة للشعر يطرحون فيها ما نضج من أشعارهم، وأنا أميل إلى هذا الاعتقاد، فالاهتمام قد انحسر عن الأدب والثقافة ولم يعد كما كان في «عصر النهضة» الكويتية وكأننا قد أدينا دورنا تجاه ذلك القطاع واكتفينا بما قدمنا للأولين ونسينا المتأخرين وكأنما اهتمامنا بالأدب والثقافة فرض كفاية لا فرض عين.
تصحيح واعتذار: ورد في مقالتي «زمن الضباب» المنشورة أمس الأول السبت «أن حسين الشافعي كان نائبا للرئيس حسني مبارك»، وهذا سهو مني والمقصود أنه كان نائبا للرئيس السادات.. فأعتذر عن هذا السهو.. وأشكر الأخ «عبدالله ناصر» الذي نبهني إليه!
[email protected]