شاهدت تقريرا تلفزيونيا عن حركة يهودية متشددة اسمها «ناطور المدينة» وكلمة ناطور مذكورة بالنطق ذاته في اسمها باللغة العبرية.
وتشابه النطقين العربي والعبري في كلمة «ناطور» يقودني إلى فترة قصيرة جدا درست فيها اللغة العبرية، ووجدت تشابها في بعض المفردات بينها وبين اللغة العربية، وما زلت أذكر قليلا منها وقد محا الزمن كثيرا مما علق في ذاكرتي منها قبل ما يزيد على أربعين عاما.
فمما أذكره مثلا اسم صحيفة إسرائيلية شهيرة هي صحيفة «ها عولام هازيه» ومعناها باللغة العربية هو «هذا العالم» فنلاحظ مثلا أن كلمة «هازيه» العبرية هي ذاتها في اللغة العربية «هذا» وكلمة «ها» في اللغة العبرية تعادل كلمة «ال» التعريف في اللغة العربية، كما نلاحظ التشابه الكبير بين كلمة «عولام» العبرية و«عالم» العربية.
ولست بصدد الغوص في سرد التشابه بين اللغتين العربية والعبرية، ولكنما هدفت مما أكتب إلى تسليط الضوء على تلك الحركة اليهودية التي بدأت مقالي بالحديث عنها وهي حركة «ناطور المدينة».
هذه الحركة أو المنظمة غريبة فعلا، وهي نبتة شائكة في إسرائيل، فهي تعادي الصهيونية عداء شديدا، ولا تعترف بإسرائيل، بل ترفض قيامها رفضا تاما، لأنها ترى أن اليهودية ديانة لا دولة، وأنه لا يجوز قيام كيان سياسي على ذرائع دينية يهودية.
وهي كما نرى تسمو بالدين اليهودي عن الوحل السياسي، لذلك هي أكثر عداء للصهيونية وإسرائيل من الفلسطينيين أنفسهم، ومن العرب والمسلمين كافة، لأنهم يرون أن إسرائيل طعنتهم في دينهم، وأساءت إلى ديانتهم.
أما الحكومة الإسرائيلية فتصنفهم على أنهم خونة، لذلك فهي تقمعهم أشد من قمعها للفلسطينيين، ورغم تصادمهم المستمر مع القوات الإسرائيلية وتنكيل تلك القرات بهم فهم لا يفوتون مناسبة إلا وسيروا المظاهرات المعادية لإسرائيل، يقومون خلالها برفع العلم الفلسطيني وحرق العلم الإسرائيلي.
هم أصدقاء ومحبون للمسلمين وللمسيحيين، ولا يعتبرون الصهاينة يهودا، ولكن يعتبرونهم دخلاء على اليهودية.
ويرون أنفسهم فلسطينيين يهودا، ويطالبون بحكم فلسطيني لإسرائيل.
تحدث بعضهم عما يلاقونه من اضطهاد من قبل إسرائيل، ولكن رغم ذلك فهم محافظون على عقيدتهم ومبادئهم.
[email protected]