نظرا لأن طلاب الجامعات العريقة في شمال شرق الولايات المتحدة ليسوا بالضرورة على نفس مستوى القوة البدنية والتوجه المهني كطلاب الجامعات الأخرى، حيث إن الأغلبية لا يعتبر مستوى الأداء الرياضي من المعايير المؤهلة للقبول، قرروا إقامة دوري رياضي خاص بهم يعرف باسم دوري اللبلاب أو Ivy League ويعود تاريخ تأسيسه إلى الثلاثينيات من القرن الماضي، وهو يضم ثماني جامعات فقط المتميزة بسمعتها المتقدمة في المجال الأكاديمي ومكانتها الرفيعة وهي: برنستون، هارفارد، ييل، بنسلفانيا، دارتموث، كورنيل، كولومبيا وبراون، وبذلك، يتجسد توزيع القوى بين القوة العقلية والقوة البدنية، وبين مهارات الذهن ومهارات الجسم.
على الرغم من وجود هذا الدوري الخاص بالجامعات العريقة، إلا أنه يتشارك في الدوري المتقدم للجامعات الأميركية NCAA، وكما يمكن أحيانا أن تتشارك هذه الجامعات العريقة في مباريات مع فرق جامعية من مناطق أخرى لأسباب متعددة، مثل الاتفاقيات ونقل الخبرات. ومن بين هذه المباريات كانت إحداها التي شاهدتها قبل أيام لمؤازرة فريق كرة القدم الأميركية Football لجامعة برنستون، ليس كرة القدم العالمية التي نعرفها (السوكر Soccer).
أقيمت المباراة بين فريق برنستون وفريق بايرنت على ملعب برنستون، وجرت في ظروف جوية ممطرة وعاصفة أثرت سلبا على أداء الفريقين. ومع ذلك، ركز نمور برنستون على الاحتفاظ بالكرة وشنوا العديد من المحاولات الهجومية، مما حافظوا على تقدمهم طوال فترة المباراة وأوحى ذلك بالفوز المؤكد. ولكن عندما تصاعدت حدة الأمطار، قرر بعض مشجعي برنستون مغادرة الملعب، مما أثر سلبا على روح الفريق، وانقلبت الأمور بشكل غير متوقع. انتهت المباراة بفوز بايرنت في الوقت الإضافي بشكل غير متوقع!
خلال المباراة وبعدها، شهدنا سلوكا لافتا للنظر من قبل المنافسين. فبينما بقي لاعبو بايرنت على الملعب لفترة أطول، رغم أن الملعب ليس ميدانهم، فإن لاعبي برنستون اختاروا المغادرة بسرعة، على الرغم من أن الملعب كان منزلهم. أما الجمهور، فمع غياب معظم مشجعي برنستون وقلة الابتسامات بينهم بسبب هزيمة فريقهم، فإن عددا أقل منهم قام بتقديم كلمات الثناء والشكر والمواساة مثل good job وhard luck.
لم يستخدم أنصار برنستون خسارتهم ولا بايرنت انتصاراتهم كمبرر للهجمات اللفظية أو لمظاهر الغرور والاستعلاء تجاه منافسيهم. وهكذا فإن للرياضة جمالها، حينما تكون بعيدة عن التحيز والعنصرية، وهو ما كتبت عنه سابقا في «الأنباء» في مقالة تتحدث عن تحول التشجيع الرياضي إلى سلوك بعيد كل البعد عن الأدب.
[email protected]