العلاقات التي تقيمها هي بمنزلة المعسكرات التدريبية، فيها تروض نفسك، تزكيها، تربيها وتعلمها الإحسان في كل شيء. في حياتنا ما إن نتذكر علاقة إلا وتنهال المواقف على ذاكرتنا فمنها الذي كسبته ومنها الذي خسرته، وهكذا هي العلاقات موطن اختبار وتحد.
والإنسان في فطرته يحب الخير أينما كان وحيثما وجد لذا تراه يتنقل من تفريج كربة إلى قضاء حاجة وتتوالى نجاحاته الدنيوية والأخروية وهو في ربح متتال.
إن النبي صلى الله عليه وسلم يمتدح الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم فكأنما المخالطة والأذى متلازمان لا ينفكان أبدا، ولو أمعنا الفكر أكثر لوجدنا أن السبب في ذلك هو الاختلاف، اختلاف الفكر والثقافة، اختلاف البيئات ووجهات النظر، اختلاف الطباع والشخصيات.
إن من الذكاء أن نتذكر حتمية وجود الاختلاف لأننا ببساطة في خضم الانسجام في العلاقة قد نندهش من وجود الاختلاف سواء البسيط أو العظيم.
أنا أشعر تماما بمن لم يوفق لتسوية الاختلاف، وعانى من شدة الخلاف. إنه لأمر مزعج ومحبط أن يكون البتر مصير أحد علاقاتك. وإنه لإحساس محبط أن تكون قد يئست من إنجاحها بعد عدة محاولات. لذا أنا أحاول أن نوجد تكنيكات تجعلك ترحب بالاختلاف بل وتستمتع به.
إذا اختلفت مع أحدهم واحتد الخلاف فأجّل المناقشة لحين استعادة الهدوء لكلا الطرفين.. لا تحاول أن توصل للطرف الآخر أنك محق وأنك على الصواب، دعه يتحدث وليس بالضرورة أن تقنعه.. احتفظ بمحاسن الطرف الآخر على شكل بطاقة تراجعها بين وقت وآخر.. لا تأخذ كلام الانفعال على محمل الجد.
اعتبر كل خلاف موطن تحد واحتفل بعد كل نجاح. هكذا سيكون الاختلاف شيئا حيويا تفرح وترحب به.
[email protected]
shaika_a@