حينما تعتاد على وجود شخص ما في حياتك، تفرح في كل يوم تراه فيه، وفي آخر الليل ترى نفسك تهفو للدعاء له، لاسيما إن كان من الكرماء الذين تخجل من عطائهم العظيم، إنك لا تكاد تحصر ما يسعدك حتى ترى ذاك الشخص قد وهبك كل ما تريد وترغب فيه.
إن هذا المستوى من الرقي في الخير والبر تعجز عن التعبير عنه اللغة، فالفكرة أكبر من أي مصطلح والمعنى أشد من أي تركيب بلاغي، هكذا تتجسد حياتي مع والدي ـ شفاه الله وعافاه ـ في الحقيقة أنا لا أدري كم من الجهد علي أن أبذله مع ذريتي حتى أحقق مكانة مثلما حقق صورته في حياتنا نحن أبناءه.
إن والدي الذي أتحدث عنه هو من ساندني في مسيرتي الكتابية، إنه هو من كان يكافئنا حينما نتم ختمة رمضانية أو نحاول إتمامها، هو الذي علمني أن خدمة المحتاج والوقوف مع الضعيف هو رأس الخير الذي لا نهاية له.
نعم والدي أحمد صالح الجيران الذي يرى أحدهم يصلح سيارته في طريق ما ليقف ويعاونه أو يقله حيث يريد، كان يبحث عن كبار السن في الجمعية ليعينهم على اختيار أفضل السلع وأجودها.
والدي هو الذي ربانا على ألا نعيش مترفين حتى نشعر بالفقير، هو الذي قرر ألا يسلك مسلكا وظيفيا معينا حتى يكون أقرب لأسرته، متواجدا بحبه ورحمته.
والدي الذي يرقد في المستشفى الآن، وأراه بعيني شخصا رائعا وعظيما هو الذي أريدكم أن تدعوا له، بكل الخير والبركة والعافية، أطال الله بعمره بالطاعة وحفظه الله من كل سوء، آمين يا رب العالمين.
[email protected]
shaika_a@