قد يظن البعض أن الكتابة أمر يسهل مع التكرار والعادة، وأنه كلما زادت سنواتك في الكتابة كنت قد مسكت زمامها أكثر وتمكنت منها بدرجة أكبر، ولأن ذلك محض اعتقاد زائف أردنا الكتابة اليوم عن فعل الكتابة. إنها كعملية تحتاج منك لقالب وأداة، أما القالب فموضوعك الذي تختار، وأما الأداة فهي الصياغة والأسلوب والجملة والحرف، قد لا تتمكن منهما في وقت واحد، قد تستسهل البناء اللغوي وتأتي الفكرة عزيزة لا تكتمل، أو غريبة لا تصل. أنا أتحدث عن الكاتب الحقيقي الذي يكتب مادة للقراءة والتفكير، ولست أقصد من يكتب الوصف والتشهير.
زاوية الكتابة سواء كانت أسبوعية أو يومية أو شهرية، هي نافذة واسعة، مساحة شاغرة، فراغ يحتاجك، وعليه أن يشابهك، عليه أن يكون نورا، أملا، عليه أن يكون فلاحك. وليس الكاتب سوى مجاهد بين أن يضيف لك شيئا تقرأه، وبين أن يعينك على إتمام المهمة الشخصية في البحث عن ذاتك، لئلا تنسى نفسك وسط الأخبار العاجلة وكومة مهامك المؤجلة، فالكاتب ليس فاضلا تماما كما ملك كريم، وليس هو بعدسة إعلامية كموجز قصير، إنه شخص أراد أن يستحث الحرف معك، يكابد آلاف العناوين ليختار ما ينفعك.
قد يصدق ما قلت وقد لا تراه واقعيا، عمر الكتابة التي عشتها سبع سنوات، وظني أنها تصعب ولا تسهل، تندر ولا تكثر، فإما أن تجاهدها لتستمر وإما أن تستريح منها فتقبر.
[email protected]
twitter @shaika_a