علاقتنا بمن حولنا تتحدد بحسب القرب المادي الملموس بالوجود والقرب المعنوي المحسوس بالمشاعر، مهم جدا أن نفطن أن الوجود الأول قد يرهقنا إن اعتدناه، أما الثاني فهو حر لا يربك ولا يتطلب أكثر من الصدق.
في وقت سابق كنت أؤمن بأن القرب الحقيقي هو القرب المعنوي، وكنت ممن رزقوا حاسة سادسة تشعر بالأمر السيئ يحدث، وإن كان الصديق في سفر أو غاب في وقت طويل.
ومع الوقت كنت أدعو الله أن يخلصني من تلك الحاسة، فأثرها كان بالغا جدا فقد يصل للتعب الجسدي! ومع الوقت وبحكم الزمن ومع قلة الصداقات كان التعب قد بدأ يتقلص تدريجيا حتى انني نسيت أصلا متى كانت آخر مرة شعرت بضيق الصديق البعيد ! حقيقة ربما استجاب الله دعوتي وأراحني وربما لسبب آخر يتعلق بحجم الود والحب، أو التهائي في مشاغل كثيرة.
أقول: إذا كنت ممن يقدس الوجود المادي فأنت تستهلك نفسك ووقتك معا، أنا أدعوك لأن تكون من أنصار الوجود المعنوي في أيامك المتعافية، أما أن تكون مريضا وضعيفا فحقك أن تقدس الوجود المادي الملموس فذلك وقت طارئ له ما له من حاجات وظروف.
كلما كبرت أعمار علاقاتك وجدت أن التغيير هو أصل التطور، وأن أخطاءك الماضية ليست عيبا تدفع ثمنه، إنما هو حجر ترتقي عليه.
لتنضج علاقاتك عليك أن تتغير، وحتى تكون أقوى لا تنس نصيبك من الوفاء، ففي زمن العلاقات المؤقتة يندر ذلك في حق الأهل، فكيف الصديق؟
[email protected]
Twitter @shaika_a