في كل عام تزدان الكويت ويتغنى بها كل شاعر وأديب، في هذا الشهر تزدان شوارعها، معالمها، ويحف أهلها شيء كالنور يضيء ويشع، ترى أطفالها بلباسهم متميزين، وللعلم رافعين.
أما المقيم الوافد فقد ابتهج، وكأن بلده هي الكويت.
الروح الوطنية تملأ التعليقات والصور في المواقع. ولا شيء أنقى من دعاء طاهر رب اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا.
في هذه الأيام من كل سنة علينا أن نخصص جزءا من أوقاتنا مع الأبناء للحديث عن مفهوم مهم جدا في زمن مريب كهذا، علينا أن نناقش معهم مفهوم الحرية، حدوده، مفهوم التعدي ومعناه، علينا أن نشرح لهم ارتباط ذلك بالاحتفالات الوطنية، لاسيما ونحن في ظل هذا الفرح لا نود للآخرين ضيقا ولا حرجا.
صحيح أنه قد تعارف الشعب - وليس كل العرف صحيحا ومقبولا - على استبدال «الفوم» بالماء، ولكن الماء أيضا وإن كان بصفته ليس مركبا كيميائيا مخيفا إلا أن سوء استعماله بات مصدرا للإزعاج والتدمير.
فما ذنب من فتح نافذة سيارته ليستمتع بالهواء الخارجي؟ بل ما ذنب أطفال صغار اكتملت زينتهم واستعدادهم للخروج وقد بللت شعورهم وملابسهم فور خروجهم من باب البيت؟
في العام الماضي قررنا الذهاب لحديقة عامة، وحينما وصلنا ذهلنا من شغب الصغار وهم يتراشقون بالماء وكأن الحديقة حديقتهم! بل إن دورة المياه التي كانت بجانب الحديقة كانت تشهد سوء استخدام المياه، وعدم وضوح مفهوم الحرية والتعدي لدى الصغير والكبير معا.
يمكن لبالون الماء أن يكون ممتعا لك مزعجا لغيرك، يمكن أن يكون رشاش الماء مفرحا لك مؤذيا لغيرك.
تلك المعاني التي نحتاج إثباتها، والتذكير بها في عقول النشء والشباب، وقس عليها الكثير والكثير[email protected]
Twitter @shaika_a