الأسرة من أهم مقومات الدعم النفسي للفرد، فالاحتواء الأسري يثري شخصية الفرد، بالثقة، والتوازن، والأمن، والاستقرار النفسي، التي هي من دوافع الإنجاز، فالفرد من غير أسرة كالشجرة التي لا تثمر، حيث نجد أن غالبية الانحرافات السلوكية والفكرية سببها يرجع لافتقار الأفراد المنحرفين الى احتواء أسرهم، فالرجل يحتاج لاحتواء زوجته، والعكس صحيح وهو ان الزوجة تحتاج في المقابل احتواء زوجها لها، وأيضا حاجة الوالدين إلى احتواء أبنائهما عند الكبر، وكذلك الأبناء من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الزواج، ولربما تمتد إلى ما بعد الزواج، هم حاجة إلى من يحتويهم نفسيا واجتماعيا، فكل مرحلة لها احتياجاتها، ومتطلباتها النفسية، من حيث: «احتواء المشاكل – العاطفة – الثقة – الحب – القبول – مساحة الحرية – الحوار – النصيحة – الصراحة – الصدق – الأمان – اكتمال الحقوق والواجبات – اشباع الحاجات النفسية والجنسية (للأزواج)...» وغيرها الكثير من تلك الاحتياجات، التي تؤمن الاحتواء الأسري للفرد، كذلك وهناك جانب آخر وهو مهم ايضا الا وهو احتواء الآباء أبناءهم في حالة انفصال الزوجين (أبناء المطلقين)، والمطلقة أيضا بحد ذاتها (المرأة) تحتاج إلى احتواء أسرتها من والديها أو إخوتها، ولعل التركيز على أبناء المطلقين لكونهم المتضرر الأكبر لضريبة الطلاق كأفراد في المجتمع، ويؤكد ذلك قوله تعالى في سورة النساء: (وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته وكان الله واسعا حكيما)، ما نستشفه من الآية الكريمة هو أن الأزواج لن يتضرروا من الانفصال بشكل كبير، وإنما الأبناء في حالة انفصال والديهم تتزعزع لديهم مشاعر الاستقرار والأمن والامان، إلى جانب الآثار المنعكسة عليهم جراء ذلك الانفصال، وما يترتب عليه من نزاعات وصراعات بين الزوجين، فتجد الغالبية الكبرى من ينطوون على أنفسهم، وتنطفئ حيويتهم ونشاطهم، وتضيق دائرة معارفهم، ويعتريهم الخوف من المستقبل والخيبة والقلق والاضطراب النفسي، فيجب على كل من الزوجين المنفصلين احتواء أبنائهما بشكل كبير، إلى جانب الاهتمام المكثف نفسيا بهم، إلى جانب تهدئة الأوضاع فيما بينهم، والتحلي بالهدوء الانفعالي أمام أبنائهما والبعد عن الشتم والألقاب غير اللائقة امام الأبناء كشتم الأم أو الأب، أيضا احتواء الأيتام، فالذي يعتني بيتيم يجني الأجر الكثير، كذلك مرحلة المراهقة على أنها جميلة إلا أن الكثيرين من الآباء والأمهات ترهقهم تلك المرحلة لقلة معرفتهم ووعيهم بكيفية التعامل مع الشاب أو الشابة في هذه المرحلة، فهي من أشد المراحل التي تمر في حياة الفرد والتي يحتاج فيها للاحتواء الأسري، وإلا فسوف يكون فريسة سهلة لمصيدة الذئاب في المجتمع الذي يعيش ويتفاعل فيه، فمشاكل أبنائنا اليوم غالبيتها ترتكز على هذه النقطة (الاحتواء الأسري)، فمشاكلهم نفسية أكبر من أن تكون شيئا آخر، وعليه فالاحتواء الأسري يتطلب:
- عاطفة متزنة تعدل بين العطاء والصرامة الإيجابية.
- الحب والقبول.
- الأمن والاستقرار النفسي.
- اشباع الحاجات النفسية.
- اكتمال الحقوق والواجبات.
- الهدوء الانفعالي.
- الاستماع والإنصات لما يعتري النفس من مشاكل وهموم.
- الممارسات العاطفية.
- ادخال السرور والبهجة.
- العلاقات الاجتماعية القوية داخل الأسرة.
- صداقة أفراد الأسرة بعضهم لبعض.
- الثقة المتبادلة.
- الصراحة والوضوح والصدق.
- المدح والشكر والثناء.
- النصيحة والنظام وقانون صارم يضبط الحياة الاجتماعية داخل الأسرة لتجنب الفوضى.
e-mail: [email protected]
twitter: @family_sciences