صلاح الساير
صنع الإنسان السجادة ليغطي بها أرضية المكان، وبمرور الزمن تحولت قطع السجاد الفاخرة الى زينة للجدران التي شغفت البشرية بتجميلها مذ بدأ الانسان الاول برسم النقوش على جدران الكهوف ثم المعابد والقصور والصالات العامة.
تعكس الجدران أو الحوائط ذائقة صاحب المكان وثقافته.
وبعض الناس يعلقون على الجدران صورة تحمل ذكرياتهم، فمن شهر العسل الى البصل الى صورة حفل التخرج الى صور أخرى تقافزت من ألبوم الصور لتصلب على الحائط.
يمر الشاعر العربي القديم بديار ليلى فيقبل الجدار حسب القصيدة المشهورة، واليهود يبكون قرب حائط المبكى.
وفي بداية الاعلانات الرسمية كانت تعلق على الجدران في الاسواق.
والحرب الباردة تشيد حائط برلين، فيأتي النظام العالمي الجديد ليهدم الجدار ايذانا بمولد الحرية.
أعرف شاعرا يعيش بين جدران بيضاء، سمح لضيوفه بالتعبير عن مشاعرهم بالكتابة على الجدران.
فتحول مكانه الى مخطوطة جدارية تنبض بالحياة. وأصبح الجلوس بين تلك الجدران درس مطالعة وفرصة للمعرفة.