صلاح الساير
تجاهلنا اهم المعاني والقيم التي يحملها التراث وتمسكنا بالقشور، فتحت راية العادات والتقاليد يعرقل البعض استعادة هيبة القانون ويطالبون بوقف ازالة التعديات على املاك الدولة على اعتبار ان الديوانيات موروث كويتي! وتلك ذريعة تنطوي على خطيئتين، الاولى بحق القانون، والثانية بحق التراث، فالاجداد لم يشيدوا ديوانياتهم في الساحات العامة.
ذريعة خائبة، لو اتخذناها منهجا لسمحنا بتجاوز السيارات للسرعة المقررة وعبور الاشارة المرورية الحمراء وطالبنا بتعطيل قانون المرور «التغريبي» الذي يتعارض مع الموروث، فالاجداد امتطوا الحمير والاحصنة و«البعارين» وسائر انواع المطايا، ولم تكن في «السكيك» والبراحات القديمة اشارات مرور.
فلنتمسك بالعادات والتقاليد ولنحافظ على الموروث الشعبي فتعود النسوة الى غسل الملابس على ساحل البحر، ولنمنع استيراد الشامبو ونكتفي بالمساحيق البدائية، وليحفر كل منا في حوش منزله «جليب» ماء، ولتغلق المدارس بواباتها وليتعلم الابناء عند الكتاتيب، ولنتخلص من الموبايل والفاكس والكمبيوتر والسيارة، ونحول مطار الكويت الدولي الى مناخ للابل.