صلاح الساير
الاعلان عن تقاعد بيل غيتس من العمل اليومي في ادارة شركة مايكروسوفت بهدف تفرغه لادارة مؤسسته الخيرية اعاد الى الاذهان مشهد بعض الاثرياء في عوالمنا المتخلفة من مدمني كنز الذهب والفضة حتى الرمق الاخير في حياتهم.
بيل غيتس هذا العبقري، الاستثنائي، الذي غير شكل حياة البشر حين شرع لنا نوافذ «الويندوز» لنطل منها على عالم جديد مدهش لم يتمسك بالمعجزة الكبرى التي صنعها بنفسه، بل قرر الانصراف الى «مبرة بيل وميلندا غيتس الخيرية» الناشطة في مجال دعم الفقراء في العالم وتحسين مستواهم المعيشي والصحي.
لم يرم مستر غيتس الآخرين بحجارة الكلام، ولم يحرض احدا ضد احد، ولم يسع الى نشر ثقافة الكراهية بل اسهم في نشر ديموقراطية المعلومات، فادخل الكمبيوتر الى بيوت الناس بصرف النظر على اعراقهم او دياناتهم او لغاتهم حتى امست البشرية جمعاء مدينة بالفضل لهذا «المستر» الجليل، النبيل.